مع إقتراب فتح صناديق الإقتراع أمام الناخبين الراغبين في المشاركة في الإنتخابات البرلمانية المرتقبة، يشتد وطيسها، خصوصاً في المناطق التي تشهد منافسة حقيقية بين الأفرقاء الطامحين الوصول الى قصر بعبدا أو السرايا الكبيرة، ويعد لبنان الشمالي، بمحافطتيه الشمال وعكار، من أبرز حلبات صراع هذه الأفرقاء، وبما أن مدينة طرابلس تشكل منطقة الثقل الأكبر للصوت السني في لبنان، تبذل القوى السنية وفي طليعتها تيار "المستقبل"، تيار العزم بقيادة الرئيس نجيب ميقاتي، وتيار الكرامة الذي يرأسه الوزير السابق فيصل كرامي، وسواهم، قصارى جهدها لتحقيق أفضل النتائج في الاستحقاق المقبل، والفوز بأكبر عدد من المقاعد النيابية في عاصمة الشمال، ولهذه الغاية أمضى رئيس الحكومة سعد الحريري أربعة أيام في الشمال، وجال في أرجائه، حتى وصل به الأمر أن يجول على بعض القرى السنية الصغيرة في الكورة والبترون، لاستتهاض شارعه، خصوصا في ضوء الإنقسام الذي يشهده، بعد بروز حركة اللواء أشرف ريفي، وفرط التحالف الإنتخابي السابق بين الحريري وميقاتي.

كذلك تعد الفيحاء أكبر المعاقل للمسلمين العلويين، الذين يشكلون القوة الإنتخابية الثانية في المدينة، وتسعى جميع الأطراف المشاركة في الاستحقاق النيابي الى محاولة إستمالة الصوت العلوي المؤثر والفعال فيها، لمصلحة كل طرف منهم، حتى لو إضطرهم الأمر التواصل مع السفارة السورية في بيروت، أو حتى مع القيادة في دمشق، للغاية عينها، لما للعلويين من تواصل اجتماعي وإرتباطات مع الجارة الأقرب. ويتصدر الحزب العربي الديموقراطي بقيادة رفعت علي عيد الأول شعبياً في منطقة ​جبل محسن​ الطرابلسية، ذات غالبية السكان العلويين. ويبدو أن "الحزب العربي" حسم أمره وأعطى توجيهاته لمحازبيه، والاقتراع لمصلحة لائحة كرامي. وتكشف معلومات أن الأصوات التفضيلة للحزب المذكور وسواهم ممن يدور في محور

المقاومة، سيتم توزيعها على مرشح تيار المرده عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس رفلي دياب والمرشح عن المقعد العلوي أحمد عمران، أبن شقيقة النائب السابق أحمد حبوس، وكليهما عضوين في لائحة الكرامة الوطنية.

وتستبعد مصادر طرابلسية أن يحصل ميقاتي على نسبة كبيرة من أصوات العلويين، رغم الإمكانات المالية الكبيرة التي رصدها للجبل، فاهاليه لن ينسوا دعم رئيس الحكومة الأسبق لما كان يعرف "بقادة المحاور" الذين عاثوا قتلا وإرهابا في جبل محسن، كسعد المصري وزياد الصالح (علوكي) وسواهما، كذلك ورود معلومات صحافية عن تورط "رئيس العزم"، بدعم المجموعات الإرهابية في سورية، ناهيك بعلاقته مع "القوات اللبنانية"، ودعمه لها في شكلٍ علني، على حد قول المصادر. ولا تستبعد في الوقت عينه أن ينال ميقاتي ومرشحه عن مقعد الروم الأرثوذكس الوزير السابق نقولا نحاس بعض أصوات العلويين، الذين يستغل بعض المرشحين، تردي أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، بالتالي تقديم الرشى الإنتخابية لهؤلاء المحتاجين، الذين يجدون بدورهم من موسم الإنتخابات فرصة، للحصول على بعض المنافع الشخصية، ودائما بحسب المصادر.

أضف الى ذلك، أن المرشح عن المقعد العلوي على لائحة ميقاتي علي دوريش، الذي إتخذ مواقف عدة، إنتقد فيها أداء القيادة السورية، آخرها كان يوم "مسرحية" الهجوم الكيماوي الذي إتهم الجيش السوري بشنه على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق في الأسابيع القليلة الفائتة، وهذا يشكل عاملاً إضافياً، لدفع العلويين الى عدم التصويت لميقاتي ولائحته.

وفي خضم سعي مختلف الأطراف الطرابلسية الى تحشيد جماهيرهم وشحذ هممها عشية إجراء الإنتخابات، لايمكن تجاهل حضور المرشحة على لائحة المستقبل عن المقعد العلوي ليلى شحود، لما لها من علاقة وثيقة مع أبناء الفيحاء، عندما عملت رئيسة لجنة إنماء السياحة في بلدية طرابلس، كذلك بالنسبة للمرشح على لائحة ريفي، بدر عيد، لما لوزير العدل السابق أيضا من خدمات شخصية في الجبل، رغم تورطه من رأسه حتى أخمص قديمه في دماء ابنائه، تختم المصادر