تتعدد الاستحقاقات الدولية والاقليمية كما المحلية في شهر أيار الحالي لتجعل منه الشهر الاكثر "حماوة وخطورة" في العام 2018، على حد تعبير مصدر في قوى الثامن من آذار مقرب من ​حزب الله​. فارتدادات الضربتين ال​اسرائيل​يتين لقوات ​ايران​ية في ​سوريا​ الشهر الماضي، لا تزال تُسمع بقوة مع ترجيح أن يكون الردّ عليها في وقت قريب بعد موعد ​الانتخابات النيابية​، وهو ما رجحته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مؤخرا. هذا بالتوقيت، أما شكل الرد فيكتنفه الكثير من الغموض، لكنه وبحسب المصادر "محسوم أنه سيتم بأيدٍ ايرانية وليس بأيادي حلفاء ايران كحزب الله أو سواه، لأن المستهدف طهران مباشرة وبالتالي هي لن توكل ردّ الصفعة التي تلقّتها لأي طرف وستنفذها شخصيا".

وترجح المصادر ان تستخدم ايران صواريخ بعيدة المدى تطلقها من احدى قواعدها القريبة من الجولان السوري المحتلّ باتجاه أهداف لا تزال مجهولة تماما داخل اسرائيل، مع استبعاد أن يكون هدف طهران فتح مواجهة كبرى، ما يرفع من احتمالية أن تكون الأضرار الاسرائيلية متوسطة الحجم، كما كانت الأضرار الايرانية مؤخرا.

لكن ما تخطط له ايران قد يخرج عن السيطرة في أيّ لحظة، في ظل غموض الأجندة الاسرائيلية–الاميركية مع توجه واشنطن للانسحاب من الاتفاق النووي الايراني والمتوقع بُعيد ادّعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ عما اسماه "مجموعة أدلّة سرية" تؤكد ان طهران لا تزال تطور برنامجها النووي، وتصديق الكنيست ال​إسرائيل​ي على مشروع قرار يخول نتانياهو ووزير دفاعه اتخاذ قرار بشن حرب.

وتتكثف المؤشرات التي توحي بارتفاع احتمال حصول مواجهة اسرائيلية–ايرانية في المدى المنظور مع اعلان مسؤولين أميركيين أن طهران قامت في الاسابيع القليلة الماضية بزيادة رحلات الشحنات العسكرية إلى سوريا، التي يعتقد أنها تهدف إلى دعم القوات البرية الإيرانية في ضرب إسرائيل.

وقد حدّدت الادارة الاميركية الثاني عشر من الشهر الجاري موعدا لاعلان قرار الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ بخصوص ما اذا كان سيتمسك بالاتفاق النووي مع ايران ام سيتراجع عنه. ويُصادف ايضا في الرابع عشر من الشهر عينه، موعد نقل السفارة الاميركية الى القدس، والذي سيتم على وقع احتدام الخلاف الفلسطيني–الفلسطيني وبعيد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الذي قاطعته حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" فضلاً عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

ولن يكون الاشتباك الايراني–الاسرائيلي في حال توسّع وتحول الى حرب محصورا في بقعة جغرافية محددة، خاصة مع اعلان محور المقاومة مرارا وتكرارا ان الجبهات مترابطة ومفتوحة. وتشير المصادر الى ان الأرجحية لمواجهة محدودة، لكن احتمال الحرب المفتوحة يبقى قائما بقوة، اذا انتقلت الادارة الاميركية من مرحلة التهديد بتقليص النفوذ الايراني في المنطقة، الى الفعل الذي ستتولاّه على ما يبدو اسرائيل بدعم أميركي.

ويبقى الدور الروسي باحتواء الاحتقان الايراني–الاسرائيلي الذي بلغ ذروته، هو العنصر الوحيد الذي يُعوَّل عليه في المرحلة الحالية لتفادي الصدام، الا اذا كان ما سيحصل هو بغطاء من موسكو ما يؤسس لدخول الصراع السوري منعطفا جديدا، وادخال المنطقة ككل ومن ضمنها ​لبنان​ في هذا المنعطف الخطير.