أكد وزير الصحة ​غسان حاصباني​ عقب لقائه متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم ​الارثوذكس​ ​المطران الياس عودة​ أنه "أسعدني اليوم اللقاء بصاحب السيادة المتروبوليت الياس، وقد كان لقاء صريحا وأبويا كالعادة. ناقشنا اليوم موضوعا غاية في الأهمية هو ملف جامعة القديس جاورجيوس في بيروت".

وأشار حاصباني الى أنه "طرح هذا الملف منذ فترة طويلة، وتم تأجيل البت به على الرغم من إصرارنا على الموافقة عليه كملف تقني متكامل وواضح، وهو من أهم ملفات ​الجامعات​ التي قدمت على طاولة ​مجلس الوزراء​. أجل الملف من أجل فسح المجال أمام نقاشات متعددة حوله، وأعيد طرحه أمس على طاولة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال. لقد كررنا أمس موقفنا من أن هذا الملف هو متكامل تقنيا، وحوله نقاشات كثيرة، إلا أن مجلس الوزراء معني بمضمونه وبالناحية التقنية لهذا الملف ويجب عليه أن يتحمل مسؤولياته ويبت به إيجابا كونه مكتملا. على الرغم من هذا، تم التوافق في مجلس الوزراء من بعض المسؤولين، وبعض الذين حاولوا أن يعترضوا على هذا الملف أن يؤجل إلى الجلسة المقبلة التي ستعقد بعد الإنتخابات".

ولفت حاصباني الى أن "السؤال الأول الذي يثار هنا هو لماذا طرح هذا الملف بهذا الشكل وسرعان ما تم سحبه من التداول وتأجيله إلى الأسبوع المقبل على الرغم من مطالبة العديد منا كوزراء في هذه الجلسة بالبت به ومناقشته كملف تقني بغض النظر عن أي نقاشات أخرى قد تكون حوله خارج مجلس الوزراء؟"، مشيراً الى "أننا نتمنى، لا بل نطالب، بأن يؤكد وضع هذا الملف من ضمن جدول أعمال الجلسة المقبلة وليس على هامش الجلسة، ويناقش بشكل واضح، ونحن ندعم منذ الآن إقراره في مجلس الوزراء، كي لا يكون هناك أي لغط، ولا أي إستغلال لهذا الملف من أي جهة لأي غرض".

وشدد على أن "​الطائفة الأرثوذكسية​ لديها مؤسسات عريقة وتاريخ معروف في التعليم والصحة وغيرهما، كما لديها مؤسسات تعليمية ناجحة جدا، الأمر الذي لا يتعارض مع إضافة مؤسسات جديدة. عندما تقدم الطائفة الأرثوذكسية مؤسسات تعليمية، فإن هذه المؤسسات تكون لجميع ال​لبنان​يين من مختلف الإنتماءات والمناطق. لبنان يحتاج دائما إلى مؤسسات تعليمية وطنية عريقة وذات مستوى عال. لذا، نعيد التأكيد على أن هذا الموضوع تستحقه بيروت، ويستحقه لبنان، وعلى من يريد أن يتحمل مسؤولية مقاربته لهذا الموضوع أن يقف بوضوح ويقول ما يريد قوله، ويفعل ما يريد فعله، بالطريقة السليمة في مجلس الوزراء. الطائفة الأرثوذكسية الكريمة هي وازنة ولها دور أساسي في المجتمع اللبناني، ولا يجوز أن يدخل ملف بهذه الأهمية الأمور بعضها ببعض. علينا مراجعة هذا الملف والتعامل معه في مجلس الوزراء كملف تقني لجامعة وطنية تكون أساسا في قطاع التعليم اللبناني، وقيمة مضافة كبيرة لبيروت وللبنان تقدمها الطائفة الأرثوذكسية، وأيضا يقدمها اللبنانيون وجميع المعنيين بهذا الموضوع لكل لبنان، ويصار إلى دعمها، ليقوم هذا الصرح ويكون مفخرة للجميع. أتمنى ألا يدخل هذا الموضوع في تداولات من خارج إطاره، وأن يركز مجلس الوزراء على تحمل مسؤولياته تجاه هذا الملف، وألا يستخف مجلس الوزراء لا بملف جامعة بهذا الحجم، ولا بمن هو وراء هذا الملف لدعمه ووضعه حيز التنفيذ. إنتهى وقت الكلام والمراوغة، وحان وقت الحقيقة. كنا نتمنى ألا يؤجل هذا الملف إلى ما بعد الإنتخابات، وما زلنا نتمنى ونطالب بالبت به قبل انتهاء ولاية هذا المجلس".

ومن جهة أخرى، أكد حاصبني "اننا لم ندخل في تفاصيل ​الإنتخابات النيابية​ ولا تحدثنا في هذا الموضوع. موضوعنا كان الجامعة في بيروت"، لافتاً الى أن "الإنتخابات النيابية اليوم تأخذ مسارها، وهي عملية ديمقراطية يحكم فيها كل إنسان ضميره ويدلي بصوته. نتمنى ألا تكون هذه الإنتخابات فرصة لإستغلال ملفات وشؤون وطنية تعني المواطن اللبناني بشكل إيجابي، ويبقى ما للانتخابات للانتخابات، وما لمجلس الوزراء لمجلس الوزراء، وما للكنيسة للكنيسة".