أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية أنه "يبدو من حال التصريحات الصادرة عن العواصم المعنية بالملف النووي الكوري الشمالي أن المواقف الإيجابية الصادرة عن المسؤولين الكوريين الشماليين توفر قاعدة مقبولة للقمة الأميركية -الكورية الشمالية بين الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ و​كيم جونغ أون​ المتوقعة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فقد نقلت بكين، يوم أول أمس، مجدداً عن الزعيم الكوري الشمالي تأكيده أن إخلاء شبه ​الجزيرة​ الكورية من السلاح النووي هو موقف نهائي، كما أعلن وزير ​الخارجية الأميركية​ الجديد ​مايك بومبيو​، الذي اجتمع سراً مع كيم جونغ أون في بيونج يانج عندما كان لا يزال مديراً للمخابرات الأميركية أن الزعيم الكوري الشمالي مستعد لوضع خريطة طريق من شأنها مساعدتنا في تحقيق هدف نزع السلاح النووي".

ولفتت إلى أن "هذا يعني أن الأرضية باتت ممهدة لقمة أميركية - كورية شمالية؛ يمكن أن تشكل مقدمة لتحقيق إنجاز تاريخي؛ إذا ما توفرت الشروط اللازمة، التي تلبي مصالح كل الأطراف المعنية بالأزمة، وصولاً إلى هدف جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية"، مستائلة "هل هذه الشروط متوفرة ؟ وهل يقبل الطرفان المعنيان ؛ أي ​الولايات المتحدة​ و​كوريا الشمالية​ بشروط بعضهما، التي كانت مستحيلة التحقق قبل وقت قصير؟".

وأشارت إلى أن "الولايات المتحدة تريد من كوريا الشمالية التخلي الكامل عن مشروعها النووي، وتدمير أسلحتها النووية، ووقف تجاربها الصاروخية الباليستية بعيدة المدى، والالتزام باتفاقية حظر الأسلحة النووية ومنع انتشارها، ومراقبة منشآتها النووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، وانفتاحها على المجتمع الدولي، وإغرائها بمساعدات اقتصادية وكوريا الشمالية من جهتها مستعدة على ما يبدو للقبول بهذه الشروط ؛ لكن لديها أيضاً شروطها؛ فهي لديها مخاوفها من أن تكرر ​واشنطن​ معها ما حلَّ ب​العراق​ و​ليبيا​، أي إنها لا تثق حتى الآن بالاتفاقات مع الجانب الأميركي، وتريد ضمانات موثقة حول مسائل عدة؛ من بينها، معاهدة سلام مع ​كوريا الجنوبية​ بدلاً من اتفاق ​الهدنة​ المعمول به منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953، وانسحاب ​القوات​ الأميركية من كوريا الجنوبية، ووقف المناورات العسكرية المشتركة السنوية الأميركية - الكورية الجنوبية، وتعزيز الثقة مع كل من واشنطن والجارة الجنوبية؛ من خلال إجراءات تدريجية ومتزامنة؛ لتنفيذ هذه الشروط، مع الاستعداد لبحث مختلف جوانب التعاون مع سيؤول، وتعميقها وصولاً إلى تحقيق أي شكل من أشكال التكامل بين الكوريتين".

وأضافت الصحيفة: "يتضح من هذه الشروط المتبادلة أن القمة الأميركية - الكورية الشمالية لن تكون سهلة؛ فواشنطن التي تتفاوض نيابة عن كوريا الجنوبية و​اليابان​ أيضاً ستجد نفسها أمام موقف كوري شمالي متصلب مدعوم من ​الصين​، التي تتفهم مخاوفها، ومن الصعب القبول به كلية، وهي لا تستطيع التنازل عن مصالحها الحيوية في المنطقة بالتنازل عن مصادر قوتها في المنطقة وخصوصاً في اليابان وكوريا الجنوبية، ثم إنها في صراع مفتوح مع بكين على النفوذ في كل منطقة ​جنوب شرق آسيا​ والعالم ويبقى أن هناك أملاً بالحلول الوسط، التي يمكن التوصل إليها؛ إذا كان هناك ثمة رغبة في طي صفحة الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية، وتخليص العالم من مخاطره، وهذا أمر متاح؛ من خلال تفهم الطرفين لمخاوف بعضهما البعض".