رأت اوساط لصحيفة "الراي" الكويتية ان " قرار الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ بالخروج من الاتفاق النووي الايراني سيترك ارتداداتٍ على الواقع ال​لبنان​ي فإما يُسرّع في تفكيك الألغام من أمام مرحلة تكليف رئيس للحكومة ثم التأليف، وإما يحوّل هذا الاستحقاق صندوقة بريد لمَن يعنيهم الأمر في الخارج حيال نفوذ ​طهران​ في لبنان"، معتبرة ان " ​حزب الله​ الذي يتعاطى مع نتائج ​الانتخابات​ على أنها وفّرتْ لخيار المقاومة ومشروعها (بأبعاده الاقليمية) للمرة الأولى أكثرية نيابيةً تستند إلى شرعية شعبية، لن يَكون في وارد التفريط بما مَنَحَه إياه الاستحقاق النيابي من أوراق قوة سيستخدمها في محاولة ترْجمتها داخل الحكومة، توازنات وحقائب وبياناً وزارياً، على أن تبقى حدودُ مجاهرتِه بانتصاره محكومة بمقتضيات مرحلة ما بعد قرار ترامب. علماً أن اقتناعاً لطالما ساد بأن الحزب يفضّل الإبقاء على سياسية القيادة من الخلف تفادياً لاستدراج متاعب أو وضْعه وجهاً لوجه مع المجتمع الدولي".

وسألت الأوساط نفسها "إذا كان ما شهدتْه شوارع ​بيروت​ يوميْ الأحد والاثنين من استباحة وأعمال شغب من مناصري حزب الله ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ لم توفّر نصب الراحل ​رفيق الحريري​، بمثابة رسالة مبكّرة لزعيم المستقبل ووضْع دفتر شروط بسقف عالٍ لمرحلة التكليف والتأليف"، داعية "إلى رصْد موقف رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وحزبه (​التيار الوطني الحر​ الذي خرج من الانتخابات بتكتل مع حلفائه من نحو 29 نائباً) خصوصاً من مسألة حقيبة المال التي سبق أن أطلق إشارات الى رفْضه تكريسها لطائفة، وهو ما ردّ عليه أيضاً بري ضمناً ملوّحاً بفتْح باب النقاش في مراكز قيادية عسكرية ومالية وأمنية مكرّسة عُرْفاً للمسيحيين".

وتوقّفت الأوساط نفسها عند الزيارة التي قام بها كل من السفير الإماراتي لدى لبنان حمد سعيد الشامسي والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية ​السعودية​ في بيروت الوزير المفوض ​وليد البخاري​ للرئيس الحريري، وحرْص البخاري على إعلان اننا أردنا أن نكون أول المهنّئين للحريري على فوزه في الانتخابات النيابية، كما حرصنا على تأكيد عمق العلاقات التي تربطنا بلبنان".

ورات الأوساط ان مسارعة السعودية الى اعتبار نتيجة الانتخابات فوزاً للحريري عكستْ استمرار غطاء ​الرياض​ لزعيم المستقبل والتعاطي على أن الزعامة السنية ما زالت بيده، الأمر الذي يؤشر على وجود قرار بعدم ترْكه بلا ظهير إقليمي أو إدارة الظهر للبنان.