استغربت مصادر سياسية عبر صحيفة "الجمهورية" "عدم اعتراف أيّ جهة سياسية بهزيمتها في ​الانتخابات​ النيابية، أو بخطأ ارتكبَه، أو بفشلها أو بسوء تعاطيها مع الناس" ولاحظت أنّ "الجميع يعلنون أنفسَهم منتصرين"، معتبرةً ان "المقاطعة الكبيرة التي شهدتها الانتخابات هي في حدّ ذاتها صفعة لكلّ الطبقة السياسية في ​لبنان​".

وأكدت أنّ "المنتصر الاكبر في الانتخابات هم المقاطعون، إذ إنّ اكثر من نصف ​الشعب اللبناني​ قاطعَ انتخابات تجري للمرّة الاولى منذ تِسع سنوات، وهذا ليس دليلاً تقنياً الى أنّ ​قانون الانتخاب​ معقّد، بل هو دليل سياسي له أسباب عدة، القرَف العام من مجمل الوضع القائم، عدم ثقة اللبنانيين بالطبقة السياسية الى أيّ طرف انتمت، عدم وجود رضى على ​التسوية الرئاسية​، وهذا الأمر تُرجم في المناطق السنّية و​المسيحية​، قانون الانتخاب في حدّ ذاته تضمّن تعقيدات فرَضت على الناخبين اللائحة بكاملها من دون أن تكون مجسّدة المبادئ أو لائحة أحزاب، ​الحملات الانتخابية​ التي سَبقت يوم الانتخاب وتضمّنت إسفافاً متدنّياً وسجالات بين الأطراف، ولّدت قرَفاً لدى الناخبين، تلمُّس الناخبين أنّ معظم المرشحين ليسوا على مستوى التمثيل الوطني، الامر الذي دفعهم الى عدم الإقبال على الاقتراع، ظهر جليّاً وجود أزمة نظام حقيقي وأزمة طاقم سياسي، وقد تُرجمت في مقاطعة الانتخابات، إذ يفترض بعد تسعِ سنوات فُطِم الشعبُ خلالها عن الانتخاب، أن يتهافت على ​مراكز الاقتراع​، وهذا الامر لم يَحدث، التحالفات العجيبة الغريبة التي أبرِمت وما رافقَ الحملات الانتخابية من مال سياسي وعدم احترام الطبقة السياسية لعقولِ الناس، وكذلك عدم احترامها للمبادئ وللتجانس السياسي، وخصوصاً في المناطق المسيحية، فخَذل ناخبوها قياداتهم، فيما كان الامر بنسبة أقلّ في مناطق الثنائية الشيعية، وفي المناطق السنّية، على رغم جولات رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ الانتخابية وحملاته، وكذلك الأمر في المناطق الدرزية".

واعتبَرت المصادر أنّ "ما جرى شكّلَ صدمة جماعية لأهل السلطة، إذ يفترض بعد تِسع سنوات ان تشكّل الانتخابات استفتاءً، لكنّ الناخبين بالكاد أقبَلوا على صناديق الاقتراع كرفعِ عتب، علماً أنّ قسماً كبيراً منهم توجّه الى الصناديق غريزياً وطائفياً وإمّا مالياً، لكنّ الخيار السياسي كان مفقوداً، وثبتَ انّ معركةً بلا بُعدٍ وطني، بل تحت عناوين ​بواخر الكهرباء​ وإزالة ​النفايات​، لا تدفع الناخبين إلى الاقتراع"، مشيرةً إلى انه "من خلال نتائج الانتخابات، تبيّن جلياً أنّ الاحزاب لم تستطع إلغاءَ القوى المناطقية، وأنّ الناخبين رفضوا الطبقة السياسية الحالية وتوَلّد حنينٌ عندهم إلى الزعامات المناطقية".