أشارت سفيرة ​الإتحاد الأوروبي​ ​كريستينا لاسن​، خلال حفل استقبال في متحف سرسق بمناسبة يوم ​أوروبا​ في 9 أيار، إلى أنّ "اليوم مناسبة خاصة بالنسبة إلينا. ففي التاسع من أيار من كل عام، نحيّي ذكرى توقيع إعلان شومان في عام 1950 الّذي أطلق عملية التكامل الأوروبي وأوجد الإتحاد الأوروبي الذي نعرفه اليوم"، منوّهةً إلى أنّه "يوم نفكر فيه بما حققّناه خلال نحو 70 عاماً في واحد من أهمّ مشروعات السلام في التاريخ. وتظهر أحداث الأمس أنّه في عالم اليوم، بات الإتحاد الأوروبي ضروريّاً أكثر من أي وقت مضى كقوّة للسلام والإستقرار في العالم"، مركزّةً على أنّ "هذا الأسبوع أيضاً مميّز جداً بالنسبة إلى الإتحاد الأوروبي في ​لبنان​ لأنّنا شهدنا على أول انتخابات نيابية منذ عام 2009".

ولفتت إلى أنّ "الإتحاد الأوروبي دعا لسنوات وبإصرار إلى إجراء ​الإنتخابات النيابية​ حتّى يتمكّن المواطنون اللبنانيون من ممارسة حقوقهم الديمقراطية. وقد حدث هذا الأمر على أساس قانون انتخابي جديد، وأخيراً. قبل عام من اليوم، عندما التقينا هنا للمرّة الأخيرة، كانت قلّة قليلة ترى أنّ هذا الأمر سيكون ممكناً"، مبيّنةً أنّه "يسعدنا أن تكون الحكومة قد طلبت مرّة جديدة من الإتحاد الأوروبي نشر بعثة مستقلّة لمراقبة الإنتخابات. وقد أصدرت البعثة أمس تقريرها الأولي، ورغم بعض الملاحظات والدروس المستقاة، فقد لاحظت البعثة أنّ الإنتخابات قد أُجريت بشكل جيّد وفي أجواء سلمية عموماً".

وأوضحت لاسن أنّ "من جهتي، كنت آمل لو أنّ هذه ​الانتخابات النيابية 2018​ قد سمحت بوصول المزيد من النساء إلى مجلس النواب. فهذا أمر نؤيّده بشدّة نحن في الإتحاد الأوروبي منذ وقت طويل. وسيستمرّ الإتحاد الأوروبي بتشجيع النساء على الترشّح والإقتراع، وعلى أن يكنّ ناشطات في ال​سياسة​، ونأمل خلال الإنتخابات المقبلة في أن تحقّق النساء خرقاً"، مشدّدةً على أنّ "من خلال إجراء الإنتخابات وسط الإضطرابات الإقليمية، أظهر لبنان مجدّداً قدرة ملفتة على التكيّف. بالإضافة إلى الإنتخابات، ساهمت المؤتمرات الدولية الّتي انعقدت في الشهرين الماضيين والّتي ركّزت على لبنان في جوانب مختلفة من استقرار هذا البلد الّذي نعتز به جميعاً".

ونوهّت إلى أنّ "قبل شهرين، اجتمعت الأسرة الدولية في روما في إشارة قوية إلى دعم المؤسسات الأمنية الشرعية اللبنانية. وفي الشهر الماضي في ​باريس​، أيّد المجتمع الدولي الرؤية الإقتصادية للحكومة وتعهّد بدعم خطتها الإستثمارية الرأسمالية الطموحة، مع التشديد على الحاجة إلى إصلاحات هيكلية وقطاعية من أجل نجاح تلك الخطة"، مذكّرةً أنّ "قبل أسبوعين فقط، في ​بروكسل​، اجتمع 80 وفداً من جميع أنحاء العالم لدعم البلدان الأكثر تضرّراً من ​الأزمة السورية​ - ولاسيما لبنان - لتقديم دعمهم السياسي والمالي لأولئك الّذين يتحمّلون عبء استضافة ​اللاجئين السوريين​ إلى حين تمكّنهم من العودة إلى بلدهم".

وأكّد لاسن أنّه "ليس من قبيل المصادفة أنّ العواصم الثلاثة الّتي ذكرتها للتو هي أوروبية – الأخيرة هي عاصمة الاتحاد الأوروبي. وليس من قبيل المصادفة أيضاً أنه في المؤتمرات الثلاثة، جاء الدعم الأكبر من أوروبا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء"، موضحةً أنّ "كلّ هذا يظهر أنّ أوروبا تلتزم بدعم استقرار لبنان وأمنه وتنميته الإقتصادية. والأهم أنّ كلّ هذا يظهر أنّ أوروبا هي أفضل صديق للبنان. والسبب لا يعود إلى كوننا نحبّ هذا البلد حصراً لجماله وشعبه، بل لأنّ لبنان شريك أساسي لنا ولأنّه الجار القريب لأوروبا".

وشدّدت على أنّ "لبنان بات رمز التعايش والتسامح ليس فقط في هذه المنطقة، بل في العالم كلّه. فهو بلد يصنع – رغم كلّ شيء – وعلى حد تعبير رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ خيراً عاماً عالميّاً لسائر أنحاء العالم باستضافة 1.5 مليون لاجئ. إنّه بلد تتشاطر معه أوروبا قيماً أساسية وكذلك بعض التحديات الأساسية ك​الإرهاب​ و​الهجرة​ والحاجة للنمو الاقتصادي"، لافتةً إلى أنّ "كلّ هذا يساهم في شرح دوافع الإتحاد الأوروبي للعمل مع لبنان ودعمه بأفضل ما يمكن وكذلك للتعلّم منكم. لذلك فإنّ هدفنا هو مساعدة لبنان وجعل هذا البلد يستمر كرسالة"، مشيرةً إلى "أنّنا نسمع غالباً نقداً يطاول الخدمات والمؤسسات التي لا تعمل بشكلٍ كافٍ في هذا البلد. فمن ​التلوث البيئي​ إلى ​انقطاع الكهرباء​ و​الفساد​ والحوكمة السيئة، كلها مسائل سلّط المرشحون الضوء عليها خلال الانتخابات".

وأعربت لاسن عن أملها في أن "تُتاح للمجلس النيابي الجديد وللحكومة العتيدة الفرصة للإستفادة من الزخم الإيجابي الّذي أوجدته مؤتمرات الدعم والانتخابات لإجراء الإصلاحات الضرورية والاقتراب أكثر من لبنان الّذي تتحدثّون عنه وتحلمون به جميعاً. الفرصة سانحة لكم الآن للتغيير. ونحن نرغب في دعم لبنان حتى النهاية لأن أوروبا هي كما قلت أفضل صديق للبنان".