اعتبر النائب السابق ​غسان مخيبر​ أن نتائج ​الانتخابات النيابية​ في المتن، هي "قرار ديمقراطي يعود للمتنيين، ولست بصدد مناقشة الناس به"، لافتا الى "امكانية تحليل النتائج بعد تهنئة النواب الفائزين سواء في المتن أو في لبنان ككل وتمني التوفيق لهم، وهو ما شددت عليه في بيان أصدرته مؤخرا أكدت فيه أيضا ان تركي ل​مجلس النواب​ لن يعني تركي للخدمة العامة والتوقف عن العمل لبناء الدولة الفاعلة المنشودة".

ورأى مخيبر في حديث لـ"النشرة" ان الخيارات المتنية كما اللبنانية تأثرت الى حد بعيد بالأموال الطائلة التي صُرفت خلال الحملات الانتخابية، والتي يُفترض لهيئة الاشراف على الانتخابات والمراقبين التدقيق فيها، باعتبار انها مهدت لمنافسة غير متكافئة بين المرشحين، لافتا الى انه قد تم أيضا استغلال المناصب والمواقع وبخاصة البلدية منها واتحاد البلديات لترهيب وترغيب الناخبين. وقال:"كذلك شكّل عدم تكافؤ الفرص بالوصول الى الاعلام عنصرا اساسيا حاسما بموضوع المعركة الانتخابية نظرا للتكلفة الباهظة التي حددتها مختلف وسائل الاعلام ما حصر اطلالات مرشحين مثلي بتلفزيون لبنان، وبطلّة واحدة".

وأشار مخيبر الى أن "توقعات الناخب من النائب كان لها دور أيضا في حسم النتائج، باعتبار انّه تبين ان قلة من المتنيين واللبنانيين تنتظر من النائب آداء وظائفه التشريعية والرقابية وتعطي الاهمية للوظيفة الاجتماعية والخدماتية التي من المفترض ان تكون مرتبطة بالبلديات والوزرات". واضاف:"كما أن طبيعة ​قانون الانتخاب​ الذي يعتمد الصوت التفضيلي الواحد، ضرب التضامن ضمن اللائحة فكانت المنافسة داخل كل لائحة عوض أن تكون بين اللوائح المختلفة، وهذا كله أثّر على النتائج"، مشددا على وجوب ان "تؤدي هذه الملاحظات الى اصلاحات بنيوية في قانون الانتخاب تترافق مع تطوير اللامركزية الموسّعة من خلال مجالس الأقضية واتحاد البلديات".

مرحلة صعبة مقبلة

ورجّح مخيبر أن نمر بمرحلة صعبة قبل تشكيل الحكومة باعتبار ان هذه المهمة لطالما كانت أصلا صعبة جدا، لأن قرار الدولة ليس في مجلس النواب الذي قلّما يلئتم بل في ​مجلس الوزراء​ الذي ينعقد بشكل منتظم ودوري، لافتا الى انه يتم البناء على الأحجام في البرلمان لتحديد الأحجام والتوزانات في الحكومة وتوزيع الوزرات. وقال:"لعل شد الحبال سيتركز في المرحلة المقبلة على ​وزارة المال​ التي بدأ النقاش حولها منذ فترة".

وعبّر مخيبر عن أمله في ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن، "باعتبار انه وبالرغم من حدة السجالات والخلافات التي سبقت الاستحقاق النيابي وستستمر خلال عملية تشكيل الحكومة، لا بد ان ينتهي المطاف بالجميع بالجلوس على طاولة واحدة والتعاون لتجنيب لبنان كل المخاطر المحيطة به سواء الأمنية او الاقتصادية والاجتماعية". واضاف:"المطلوب تكاتف الجميع لبناء الدولة النزيهة والقادرة والانصراف لمكافحة الفساد وتأمين مصالح الناس وتطوير الاقتصاد الوطني".

على فوهة بركان

وردا على سؤال، اعتبر مخيبر أن التطورات التي تشهدها المنطقة سببها الرئيسي الانتقال الاستراتيجي في النظرة الأميركيّة الى ​ايران​، لافتا الى "اننا لا نزال في مرحلة الخطر في ظل الحرب المستعرة في ​سوريا​، أضف أن تهديدات ​الاتحاد الاوروبي​ و​الامم المتحدة​ بابقاء النازحين في لبنان وربط الموضوع بالتسوية السياسية يوحي بمخاطر جمة مقبلة".

ورأى مخيبر أنه" في ظل كل هذه الضغوط الاقليمية، لم يعد يشفع فينا الا مصلحة اوروبا بابقاء لبنان آمنا كي لا يضطر النازحون من الهروب الى دولها"، لافتا الى ان "المظلة الدولية كما اصرار لبنان على حفظ الامن وتعزيز الجيش والأجهزة الامنية كافة، كفيلان بالحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي رغم تواجد المنطقة على فوهة بركان".

رسالة للمتنيين

وختم مخيبر موجها رسالة للمتنيين شكرهم فيها على ثقتهم التي اولوها له "من خلال أصواتهم في صناديق الاقتراع رغم كل التحديات والظروف التي سبق أن عرضتها"، وقال:"قد أكون خسرت جولة لكن لي مع المتنيين جولات قادمة سننتصر فيها انشاء الله".