اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن ​رياض طبارة​ أن ​الانتخابات النيابية​ لم تفرز تغييرا جذريا بالواقع السياسي اللبناني، القائم على نوع من توازن القوى تفرضه الميثاقية التي يؤكد كل الفرقاء التزامهم بها، لافتا الى ان فوز هذا الفريق أو ذاك بنائبين أو 3 اضافيين لا يغير المعادلات القائمة، خاصة وان القرارات المصيرية كالسلم والحرب مثلا قرارات ليست يبد القوى اللبنانينة انما تلك الاقليمية والدولية.

ورأى طبارة في حديث لـ"النشرة" قول ​اسرائيل​ مؤخرا ان لبنان بات يساوي ​حزب الله​ بعد الانتخابات، ليس بالأمر الجديد، فقد اعتاد الاسرائيليون قول ذلك من خلال تهديدهم باستهداف كل لبنان في أيّة حرب مقبلة، مشيرا الى انه "طالما الاميركيون متمسكون بدعم الجيش والقوى الشرعية فذلك لا يعني ان هناك تغييرا بالنظرة الاميركية او الدولية للبنان". واضاف: "هناك مبالغة بالقول بأن حزب الله بات يسيطر على ​المجلس النيابي​، خاصة وانه لا يمتلك الاغلبية اصلا وان التحالفات القائمة حاليا قد لا تستمر طويلا".

عملية مبايعة؟

ولفت طبارة الى ان استحقاقي انتخاب رئيس للمجلس النيابي وللحكومة، "باتا محسومي النتائج، باعتبار انه قد تم ما يشبه عملية المبايعة التي ستؤدي لترؤس العماد ​ميشال عون​ للجمهورية، ​سعد الحريري​ للحكومة و​نبيه بري​ للمجلس النيابي"، مشيرا الى ان هذه المعادلة ثابتة أقله في المرحلة الراهنة.

ورجح طبارة ان تقتصر عملية شد الحبال في الايام والاسابيع المقبلة على مسألة تقاسم وتوزيع الوزارات بين الفرقاء، لافتا الى انه "امر اعتدناه في كل عملية تأليف لحكومة جديدة، ولن يكون هناك ما هو استثنائي في هذا المجال. قد تطول العملية ولكن ليس أكثر من العادة، وان كان كل شيء في هذا المجال مرتبط بالمفاوضات بين الفرقاء".

وتطرق طبارة للتطورات على الصعيد الاقليمي، فاستبعد اندلاع حرب اقليمية في المدى المنظور، لافتا الى ان هذا الموضوع مكلف لاسرائيل كما لايران كما ان ​الولايات المتحدة الاميركية​ وروسيا لا يريدانها: "الأرجح ان تقتصر المواجهة الاسرائيلية–الايرانية على عمليات عسكرية مضبوطة محصورة بالأرض السورية".

ضغوطات متعاظمة على طهران

وأكد طبارة وجود محاولة جدية من قبل واشنطن للضغط على ايران، معتبرا ان الانسحاب من الاتفاق النووي بداية في هذا المسار الذي يبدو جديا أكثر من أي وقت مضى. واضاف: "أتصور ان تتعاظم الضغوطات على طهران في المدى المنظور سواء من خلال العمليات العسكرية الاسرائيلية، والضربات المتبادلة بين اسرائيل وايران او من خلال اجراءات شتى تتخذها واشنطن، الا ان كل ذلك لا يمهد لحرب مفتوحة".

وعما اذا كانت التطورات العسكرية الأخيرة قد تطال لبنان، استبعد طبارة ذلك تماما، لافتا الى انه "طالما المواجهة الاسرئيلية–الايرانية محصورة لا خوف على لبنان، لكن وفي حال تحولت المواجهة الى حرب مفتوحة لا شك ان لبنان سيكون ساحة من ساحة الصراع، لأن حزب الله سيدخل الحلبة حينها باعتباره أحد أذرع ايران في المنطقة".