يتصدى ال​فلسطين​يون باللحم الحي لسلطات وقوات الإحتلال ال​إسرائيل​ي مع الذكرى الـ70 لاحتلال فلسطين، والـ51 لاحتلال ​القدس​ الشرقية و​الضفة الغربية​ و​قطاع غزة​.

ويرى الفلسطينيون أنهم متروكون لوحدهم لمواجهة قدرهم ضد الإحتلال الإسرائيلي وهيمنته والضغوط الأميركية، إلا ما ندر من مناصرين عرب ومسلمين وأحرار في العالم.

وبقي اصرارهم على إفشال مخطط وقوع نكبة جديدة من خلال التمسك بأرضهم وحقوقهم، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، والتصدي لمحاولات الـ"ترانسفير" الإسرائيلي لفلسطينيي عام 1948، وأهالي القدس، في مسعى للتهويد الصهيوني.

وتتوزع وسائل التصدّي الفلسطيني بين التحرك السياسي والدبلوماسي الذي يقوده الرئيس ​محمود عباس​، والتحرك الشعبي والميداني، في مختلف أنحاء فلسطين التاريخية.

وتعمّد الإحتلال الإسرائيلي وإدارة ​البيت الأبيض​ إقامة احتفال نقل سفارة ​الولايات المتحدة الأميركية​ من ​تل أبيب​ إلى القدس، تزامناً مع ذكرى نكبة فلسطين مع جملة من الدلالات، التي تحمل تحدياً استفزازياً للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين والأحرار، وتأكيداً على الدعم الأميركي اللامتناهي للكيان الصهيوني الغاصب.

ويعيش الإحتلال الإسرائيلي هواجس بين احتمال تصاعد التصدّي والمواجهات الفلسطينية، حيث تُعتبر هذه الأيام حاسمة ومن الأخطر في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وقد وضع الإحتلال مختلف قواته في حالة تأهب قصوى، فنشر وحدات من جيشه والشرطة وحرس الحدود والخيالة في مختلف مناطق القدس، التي اعتبرت ثكنة عسكرية، وأقفلت فيها الطرقات، وشددت القيود على المقدسيين والفلسطينيين، والتي بدأت بتشديدها منذ مساء أمس (الأحد)، وستتضاعف مع ساعات الصباح الأولى، تزامناً مع مراسم النقل الجائر للسفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة، على اعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي، حيث أنجزت سلطات الإحتلال الاستعدادات لمراسم نقل السفارة.

ووصلت كريمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ايفانكا وزوجها جاريد كوشتير المستشار في البيت الأبيض على رأس وفد أميركي مكون من 300 شخص إلى مدينة القدس، بينهم مبعوث الرئاسة الأميركي جيسون غرينبلات للمشاركة في الاحتفال مع تأكيد عدد من الدول على المشاركة، فيما أعلنت دول عدة المقاطعة، وفي طليعتها ​روسيا​ و​ألمانيا​ ومصر.

وزعم رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو خلال استقباله الوفد الأميركي أنه "ستبقى القدس عاصمة لإسرائيل مهما كان اتفاق السلام الذي تتصورونه".

وتزامناً قررت حكومة الإحتلال الإسرائيلي تخصيص 2 مليار شيكل من أجل تعزيز فرض سيادة الإحتلال شرق المدينة المحتلة منذ العام 1967، وستوزع الموازنة على 5 سنوات في محاولة لاملاء الرواية الصهيونية، وتغييب الرواية والواقع الفلسطيني عن المدينة.

وفي إطار التحرّك الفلسطيني، يرأس الرئيس عباس اجتماعاً طارئاً للقيادة الفلسطينية مساء اليوم (الاثنين) في مقر الرئاسة في ​رام الله​ في الضفة الغربية المحتلة، يبحث اتخاذ قرارات وإجراءات رداً على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتتناول الإدارة الأميركية والكيان الإسرائيلي.

ووجهت الدعوات للمشاركة في الاجتماع إلى أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" والأمناء العامين للفصائل وأعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" وشخصيات وطنية.

وفي أوّل تحرك فلسطيني، أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية السفير دياب اللوح أن "فلسطين طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين لبحث نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وقد تمّ تقديم طلب ويجري التشاور بشأنه مع الأشقاء العرب على أن يعقد الاجتماع خلال الساعات المقبلة".

وأكّد السفير اللوح أن "فلسطين ستطالب الدول العربية تنفيذ قرارات القمة العربية في عمان عام 1980، القاضي بقطع العلاقات مع أية دولة ستنقل سفارتها إلى القدس".

إلى ذلك، فقد شهدت مدينة القدس أمس تصعيداً اسرائيلياً خطيراً، تمثل بسماح قوات الإحتلال للمستوطنين اليهود بدخول ​المسجد الأقصى​، وإقامة الصلوات التلمودية العلنية ورفع أكبر علم للكيان الإسرائيلي قبالة قبة الصخرة، مع ترديد هتافات وتصفيق استفزازي، وشارك أكثر من 1620 مستوطناً في الاقتحام، وهو الرقم القياسي الأعلى الذي لم يحصل منذ العام 1967.

ويعتبر الإسرائيليون يوم 13 أيّار يوم "توحيد القدس" بشطريها الغربي والشرقي الذي احتل في العام 1967.

في غضون ذلك، تصاعدت الدعوات الفلسطينية للخروج بمسيرات ومظاهرات في مختلف المناطق الفلسطينية، حيث أعلن عن تعطل المؤسسات كافة ومرافق الحياة اليوم (الإثنين) للمشاركة في التظاهرات، فيما نشر جنود الإحتلال وحدات معززة في الضفة الغربية لقمع التظاهرات.

أما على الحدود مع قطاع غزة، فقد ضاعفت وحدات الإحتلال من اجراءاتها لمواجهة المتظاهرين في مسيرة العودة.

وأنشأ الإحتلال 3 عوائق دفاعية، معززة بثلاثة ألوية - أي 3 أضعاف عدد الجنود المتواجدين الآن - مع إمكانية تجنيد الاحتياط في جيش الإحتلال، كما أضيف أعداد القناصة الذين جرى نشرهم من فيلق المشاة، وشددت الأوامر ب​إطلاق النار​ على الفلسطينيين إذا اجتازوا الشريط الشائك.

وقد وضع الشبان الفلسطينيون خطة لاقتحام الجدار بشكل كامل، برفع نقاط الاقتحام إلى 13 بعدما كانت في الأسابيع السابقة تقتصر على 5، حيث سيحاولون الاستفادة من شل قدرة القناصة عبر سحب دخان الاطارات المطاطية التي سيقومون بإشعالها.

ثم يُدعى آلاف المتظاهرين إلى نقاط الاختراق، مع الهاء قوات الإحتلال بالطائرات الورقية الحارقة، فيتم تفكيك السياج الأوّل (الشبك الدائري)، فيصبحون بمواجهة جنود قوات الإحتلال، فيحصل اشتباك والهدف، هو اختطاف جنود، وبعدها يوجد قوات كبيرة من الإحتلال ستحاول منع الشبان من تجاوز هذه المنطقة.

ورفعت المستشفيات والمراكز الصحية والوحدات الطبية والأسعاف الفلسطينية في قطاع غزة من جهوزيتها لمواكبة مسيرة العودة الكبرى اليوم (الاثنين).

وفي هذا الإطار، جاءت الزيارة الخاطفة التي قام بها وفد من حركة "حماس" صباح أمس الأحد إلى العاصمة المصرية، ​القاهرة​، والتي استمرت لساعات عدّة، وكانت الأقصر في تاريخ لقاءات الجانبين في القاهرة، حيث عاد الوفد الحمساوي إلى غزة.

وترأس وفد "حماس" رئيس مكتبها السياسي الدكتور إسماعيل هنية، وعضوية: خليل الحيّة وروحي مشتهى، فيما لوحظ غياب يحيى السنوار.

وذكر أن وفد "حماس" التقى رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن توقيت الزيارة يأتي تزامناً مع التحرّك الفلسطيني على حدود غزة مع الأراضي المحتلة، حيث وُضع جيش الإحتلال في حالة استنفار قصوى، ويخشى تحطيم الشباب الفلسطيني للسياج الفاصل المحيط بالقطاع.