أشار وزير الخارجية ​جبران باسيل​ في كلمة له خلال المؤتمر الدولي الوزاري الثالث لحماية ضحايا أعمال العنف الإثنية والدينية في ​الشرق الأوسط​ إلى انه "هالني أن يتكرر في منطقتنا، بعد مئة عام على سنة 1915، نفس مشاهد الهاربين من مجازر القتل:"أن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"وهذا الإنسان لا زال يرتكب الويلات بحق أخيه في الإنسانية بإسم الله. إنسان يقوم بإضطهاد أخيه الإنسان المختلف عنه لوناً، لغةً أو عرقاً، قبيلةً أو عائلةً، إثنيةً أو ديناً، فلا اليهودي يتميز عن المسلم، ولا الأبيض أرقى من الأسود، ولا ​الروهينغا​ أدنى من أبناء ​بورما​ أو ​ميانمار​، ولا أولاد ​دارفور​ حلل الله ذبحهم. تعددت أسباب التمييز والإضطهاد واحد".

ورأى ان "ما مرَ علينا من مآسي جعلَ قدرتنا على تحمل آلامنا، وآلام غيرنا، كبيرة، وهو ما سمح لبلدي من تحمل عذابات الشعوب المجاورة وإستقبال لسنوات طويلة، مع خسائر مباشرة بعشرات مليارات الدولارات دون أن ينهار ​لبنان​ لتاريخه"، معتبرا ان "إستمرار المجتمع الدولي بإعتماد ​سياسة​ إدماج النازحين في بلدان إستقبالهم بدل إعادتهم إلى بلدانهم يعتبر شكل من أشكال ​القضاء​ على نموذج التعدد في لبنان"، سائلا "ألا ترون معي أن هذه السياسة الدولية هي صيغة جديدة من الإضطهاد لمجموعات بشرية متميزة كاللبنانيين، بإسم الإنسانية؟".

ولفت إلى ان " هذا الضغط الكوني المتمثل بإدماج ما يساوي نصف شعبنا مشكلاً كثافة سكانية من الأعلى في العالم. هو عامل مدمر لهذا الكيان، ويبين نية بإلغاء التعدد اللبناني لصالح الأحادية الأسرائيلية والإلغائية الداعشية". وأضاف "إن إسرائيل مع أحاديتها، لا يمكن أن تكون صورة لعالم السلام؛ كما أن داعش مع وحشيتها لا يمكن أن تكون صورة عالم الغد ويبقى لبنان بنموذجه نموذجاً لسلام الغد".