اشار مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان الى اننا نسأل الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الشهداء الأبرار الذين ارتقوا شهداء في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب الرحمة والمغفرة، وأن ينزلهم منازل الأنبياء والصّدّيقين الأبرار في جنات النعيم، ونسأله سبحانه وتعالى للجرحى الشفاء العاجل، ليكملوا مسيرة النضال من أجل تحرير كامل الأراضي ال​فلسطين​ية.

أضاف خلال افتتاح مفتي الجمهورية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ القرية الرمضانية على أرض ​دار الفتوى​ في ​فردان​، لا يسعنا إلا أن نبدأ هذه الأمسية بوِقفةِ اعتزازٍ وافتخار، وتحيةِ إكبار، من خلال الدولة، ومن خلال الشعب ال​لبنان​ي، مسلميه ومسيحيه، بالوقوفِ جنبًا إلى جنب مع ​الشعب الفلسطيني​ِّ الأبيِّ المناضلِ الكبير، لقد تعرَّضَتْ فلسطينُ لسَيلٍ مِنَّ النَّكَبَاتِ والأزَمات، وأكبرُ نكبةٍ هي اليوم، في افتتاحِ السفارةِ الأمريكية في ​القدس​ الشريف. وتابع قائلا ما بالُنا نحن العرب، ونحن المسلمين، الذين كنَّا من أوائل الشعوبِ التي تقفُ معَ مبدأ العدالة للشعوبِ كلِّها؟ إنَّ نقلَ السفارةِ الأمريكية إلى القدس، لن يُغيِّرَ شيئًا من واقع النضال الفلسطيني، ونحن في لبنان نقف إلى جانب هذا الشعب الفلسطيني البطل، ودائمًا كنا إلى جانبه من أجل تحرير الأرض، وصولاً إلى أن يكونَ القدسُ الشريفُ العاصمةَ الأبديةَ لفلسطين العربية، وستبقى القدسُ بأقصاها ومساجدِها وكنائسِها عربيةَ الهُوِيَّة، مهما حاول العدوُّ الصهيوني تهويدَ الأرض وتهويدَ الناس، في النهاية ليستِ الكلمةُ لدولةٍ كُبرى، إنما الكلمةُ هي للدَّمِ الفلسطينيِّ الذي يُرَاقُ على أرضِ فلسطين من أجل تحريرِها، وتحريرِ أقصاها، وتحريرِ قُدسها. تحية منَّا جميعًا إلى الفلسطينيين الأبطال، الذين يواجهون بصدورِهِمُ العاريةِ آلةَ القتلِ التَّدمِيرِيَّةِ العُنصرِيَّةِ الإسرائيلية، مهما استبَدَّ هذا العدوُّ فالحَقُّ في النِّهايةِ سَيَنتَصِر، والباطلُ وأتباعُه سيُهزمون ما دام هناك شعبٌ حيٌّ يُقاوِمُ ويُكافِحُ من أجل عرضِه، ومن أجلِ أرضِه، ومعه الشعوبُ العربيَّةُ والصَّديقة، التي تقفُ إلى جانبِه في حربِه التي لن تنتهيَ إلا بتحريرِ فلسطين وتحريرِ الأقصى. ولقد تعوَّدْنا منذ سنواتٍ أنْ نلتقيَ قُبيلَ ​شهر رمضان​ المبارك على أرضِ وقفِ العلماءِ المسلمين التابعةِ لدار الفتوى، لقد أعطينا كلمتَنا بأنْ تكونَ هذه الأرضُ وفي هذا العام، بتصرُّفِ مؤسسة مخزومي، لتقومَ بواجِبِها الرمضانيِّ الإنسانيِّ للفقراءِ والمحتاجين مِنْ أهلِنا، وطبعًا نحن عندما نُعطي كلمتَنا لا نتردَّدُ ولا نتراجَعُ عنها أبدًا.

وتابع قائلا "لقد اتفقنا أن يتمَّ افتتاحُ هذه القريةِ الرمضانية بعد الانتخاباتِ النيابية، حتى لا يقولَ البعض: إنَّ الافتتاحَ داخلٌ في المُنافسةِ الانتخابية، شهرُ رمضان هو شهرُ الوَحدَةِ العربيةِ والإسلامية، وللصَّومِ بُعدٌ اجتماعِيٌّ وَحْدَوِيٌّ كبير، نتطلَّعُ إلى أن يكونَ شهرُ رمضانَ هذا العام، شهرَ الوَحدَةِ والتَّضَامُن، وشهرَ استعادةِ الأرض، وشهرَ فُرصةٍ يُعيدُ فيها ​المسلمون​ تقوِيمَ أوضاعِهِم وأَدْوَائهم، فيعودون إلى منطقِ الوَحدَةِ والتَّضَامُنِ مِنْ أجلِ القضايا العربيةِ والإسلاميةِ الكبرى، حَوَاضِرُ تُهدَّدُ مِنْ حولِنا، جوامعُ ومساجدُ وكنائسُ ودُورُ عبادةٍ أيضا تُهدَّدُ، وتُهدَّمُ باسمِ الدين، والدينُ والأديانُ مِنْ هذه الأفعالِ بريئة". ولفت الى انه أمامَنا بعدَ إعلانِ نتائجِ الانتخاباتِ النيابيةِ استحقاقاتٌ كبيرةٌ جدًا، لا يُمكِنُنَا تَجَاوُزُها إلا بِوَحدَتِنا وتَكَاتُفِنا،. لبنان، لا يُمكنُ أنْ يَنهَضَ إلا بتكاتُفِ الجميع، ونحن في دارِ الفتوى سنبقى أصحابَ الدَّورِ الجِامِعِ، والوَحْدَوِي، سنبقى أصحابَ الكلمةِ الطيبةِ التي تَجمَعُ ولا تُفرِّق، سنبقى هكذا لأننا مؤتمنون على الدِّين، ومؤتمنون على قضايا هذا الوطن.