أجمعت أوساط كل من رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ أن اللقاء الذي جمعهما، في بعبدا، أمس، "كان إيجابياً جداً". فكرة اللقاء جاءت خلال اتصال جرى بين الاثنين، بمبادرة من بري، مع عودته من المصيلح إلى بيروت. كان الهدف من الاتصال تبادل التهاني بإنجاز الإنتخابات وما يليها من إجراءات. وجّه عون الدعوة إلى بري إلى مأدبة غداء في بعبدا، فسارع بري إلى تلبية الدعوة التي تم تحديدها، أمس. تجاوز الرجلان كل ما رافق الاستحقاق الرئاسي من حملات. كان الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ قد أعلن أنه سيدخل على خط ضبط العلاقة بين حليفيه ​التيار الوطني الحر​ و​حركة أمل​. وبالفعل، كان طيف "السيد"، ولو بشكل غير مباشر، هو قوة الدفع التي تدفع باتجاه ليس عقد اللقاء بل تطوير العلاقة.

وقال مصدر متابع لـ"الأخبار" إنه بعد أن "لملم الفرقاء أرباحهم وخسائرهم، ها هم يكتشفون مجدداً أن لبنان لا يحكم إلا بالوفاق والتسويات، غير أن ما يضاف اليها شخصية رئيس الجمهورية الذي لا يمكن إدخاله في حالة من المراوحة وقضم الوقت وصولاً الى اللاشيء، إنما سبق وحدد منذ بداية عهده أن حكومة العهد الاولى هي تلك التي ستنبثق عن ​الانتخابات النيابية​، وفي ذلك إشارة واضحة الى وجود إرادة رئاسية بتحويل الحكومة الجديدة إلى خلية نحل لا تهدأ على كل الملفات، بدءاً من استكمال تطبيق ​اتفاق الطائف​ بكل مندرجاته، وصولاً الى رفع الغبن المزمن عن آخر نقطة تعاني الإهمال والحرمان في لبنان".

استناداً الى ذلك، يؤكد المصدر أن التعاون والتنسيق بين عون وبري "لن يكون موسمياً أو هاتفياً"، نافياً أن يكون قد طرح في اللقاء موضوع تصويت كتلة التيار الوطني الحر في انتخابات رئاسة مجلس النواب في جلسة الثالث والعشرين من الجاري (الثانية عشرة ظهراً).

وكشف المصدر أن رئيس الجمهورية "أعطى خلال اللقاء إشارات إيجابية يفهم منها أن كتلة لبنان القوي ستصوّت للرئيس بري، انطلاقاً من التشديد على مرحلة التعاون المتبادل واعتماد نهج مختلف في معالجة كل الملفات، بوحي من التعاون والتكامل بين الرئاسة الاولى ومجلس النواب و​مجلس الوزراء​". لسان حال عون وبري، حسب المصدر، أنهما يستعجلان التأليف "من أجل ترسيخ وحدة الموقف الوطني في مواجهة التحديات الخارجية، بالتوازي مع الاستحقاقات الداخلية المتصلة بالإصلاح و​مكافحة الفساد​ كممر إجباري لمعالجة الوضع الاقتصادي – المالي المتدهور".