لم تكن ​الإنتخابات النيابية​ قد إنتهت بعد، حتى كشف ​التيار الوطني الحر​ عن العنوان الأساس الذي تضعه قيادته نصب أعينها للمرحلة المقبلة. في البداية إعتقد البعض أن تشكيل الحكومة والكباش الداخلي مع بعض الأفرقاء، قد يلهيان التيار وتكتل " ​لبنان​ القوي" عن أي ملف آخر، لكن الوقائع أثبتت وبما لا يقبل الشك، أن أولى أولويات التيار في المرحلة المقبلة، ستكون للمعركة التي سيخوضها تحت عنوان " إعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في ​سوريا​ وما أكثرها". "في هذه المعركة التنسيق كامل وتام بين تكتل " لبنان القوي" وقيادة التيار ورئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ " تقول مصادر بارزة في التيار، " وإذا كان البعض يعتقد أن المواجهة ستكون هذه المرة مع أفرقاء لبنانيين، كما كان الوضع مع بداية الحرب السورية، فهو مخطئ، أولاً لأن من كان يدافع سابقاً في الداخل عن فكرة بقاء النازحين، أصبح اليوم مقتنعاً بأن وجودهم بات يشكل خطراً إقتصادياً وإجتماعياً على لبنان الذي لم يعد قادراً على تحمل الأعباء، وعلى رأس هؤلاء رئيس الحكومة و​تيار المستقبل​ ​سعد الحريري​، وثانياً لأن رأس الحيّة في هذا الملف، يتمثل بالمجتمع الدولي، وتحديداً ببعض الدول التي تسعى بكل ما لديها من علاقات دولية، لإبقاء النازحين في لبنان إما لإعتبارات سياسية طائفية، وإما خوفاً من إنتقالهم الى داخل أراضيها".

وبما أن الحرب السورية باتت محصورة في رقعة جغرافية صغيرة جداً مقارنة مع مساحة البلد، وبما أن المناطق المصنّفة آمنة أصبحت نسبتها تزيد عن الـ٦٠ ٪‏ من الداخل السوري عموماً، فما هي الحجة التي يعمل بعض الدول على أساسها، لإبقاء النازحين في لبنان؟ وإذا كان الهدف مساعدة النازحين إنسانياً كما يردد وزراء خارجية هذه الدول، فلماذا لا تكون المساعدة الإنسانية للنازحين وتأمين الأموال والمواد الغذائية لهم داخل الأراضي السورية؟.

من تجارب عودة نازحي شبعا الى بيت جن وعدد كبير من نازحي عرسال الى قرى القلمون السورية وعلى رأسهم عسال الورد، ينطلق التيار في معركته هذه ليؤكد للجميع أن العوامل التي كانت تمنع النازحين سابقاً من العودة لم تعد موجودة اليوم، حتى أن هناك الكثيرين من النازحين، سيعودون ومن دون دعوة من أحد، بمجرد إيقاف المساعدات التي تقدمها لهم في لبنان، المنظمات الدولية التي تعمل في هذا المجال.

لن يترك رئيس الجمهورية منبراً دولياً أو محلياً إلا وسيتحدث من خلاله عن ضرورة عودة النازحين السوريين الى قراهم وبلداتهم، وكذلك سيفعل رئيس التيار وزير الخارجيّة جبران باسيل، حتى أن نواب تكتل "لبنان القوي" ووزراءه سيقومون بالواجب أيضاً لأن القضية حضرت على طاولة التكتل وكانت التوجيهات بضرورة التركيز على هذه العودة في المرحلة المقبلة.

إذاً عودة النازحين السوريين، هدف من أهداف المرحلة المقبلة بالنسبة للتيار ورئيس الجمهورية، فهل تنجح هذه الحملة؟ وماذا عن مواقف بعض الأفرقاء إذا تطلب الأمر تنسيقاً مع السلطات السورية وهي مستعدة للمساعدة؟.