زار سفير ​فرنسا​ في ​لبنان​ ​برونو فوشيه​ ​جامعة الحكمة​، والتقى وليها رئيس أساقفة ​بيروت​ المطران ​بولس مطر​ ورئيسها الخوري ​خليل شلفون​ وأعضاء مجلس الجامعة، وجال في كلياتها وأقسامها واستمع إلى شرح مفصل عن الكليات من عمدائها.

وألقى مطر كلمة عرض فيها لتاريخ الجامعة منذ تأسيس ​المعهد العالي​ لتدريس الحقوق عام 1875 وانطلاقتها ​الجديدة​ منذ العام 2000 مع كليات عدة "متمسكة بروحها الوطنية، فاتحة قلبها وأبوابها لكل أبناء الوطن الواحد وهي، وقد اكتسبت مكانة مهمة في التعليم الجامعي الفرانكوفوني". وقال: "أشكر فرنسا التي كانت دائما داعمة ومحبة لنا، على تعاونها مع جامعة الحكمة التي كانت وستظل خادمة أمينة للبنان الثقافي والفكري، للبنان التعايش السيد الحر والمستقل، والتي ستظل حاملة لرسالتها في خدمة الثقافة والعدالة وحقوق الإنسان والأخوة. وعندما أتحدث عن الحرية والعدالة والأخوة، أفتكر بفرنسا التي تستمر لتكون رائدة الحرية والثقافة في العالم".

أضاف: "بحمد الله وشكره، قارب عدد طالباتنا وطلابنا ال 3500، بعدما وسعنا نطاق عملنا الجامعي بزيادة عدد الكليات لمواكبة سوق العمل، وكانت كلية ​العلوم​ الهندسية المتعاونة مع فرنسا آخر الكليات التي تم استحداثها. والشكر لك سعادة السفير على رغبتك في زيارة هذا الصرح الجامعي الذي يفخر بعلاقته الوطيدة مع فرنسا والفرانكوفونية".

بدوره، تحدث فوشيه عن أهمية الفرانكوفونية، مشيدا بالتعاون القائم بين فرنسا وجامعة الحكمة، وقال: "خيار جيد لفرنسا أن تكون شريكة مع جامعة الحكمة. وأنا سعيد لأن أكون اليوم، في هذه الجامعة التي لها مكانة كبيرة لدينا وسمعنا عنها الكثير وتعاونها مع فرنسا قديم. ونحن سعداء لمواصلة العمل والتعاون معكم، ونحرص على أن يتعاظم من خلال توسيع أطر متابعة طلابكم تحصيلهم الجامعي في جامعات فرنسا، في كل فرنسا وليس فقط في بعض المناطق".

وأشار الى أن "الفرانكوفونية تحتل المرتبة الخامسة في العالم، مع العلم أن الرئيس إيمانوييل ماكرون يتمنى أن تصبح اللغة الفرنسية، التي يتعلمها اليوم حوالي 115 مليون مع 900 ألف أستاذ، ثالثة في العالم خلال السنوات ال15 المقبلة"، مشيدا بلبنان الذي "يتمسك باللغة الفرنسية وبالعلم والثقافة".

من جهته، قدم رئيس الجامعة نبذة تاريخية عن رسالة الحكمة منذ تأسيسها وحتى انطلاقتها الجديدة مع مطلع الألفية الثالثة، متطرقا الى دور مؤسس الحكمة المطران يوسف الدبس وخلفه المطران الشهيد بطرس شبلي.

وأشار الى أن الصرح الرئيسي للجامعة "يقع على نقطة اتصال بين كل المناطق اللبنانية، بفضل روح الإنفتاح التي تميز بها أولياء الحكمة، ولا سيما وليها الحالي المطران بولس مطر".

وبعدما عرض لدور كل كلية وعلاقتها بسوق العمل وتعاونها مع جامعات دولية من خلال اتفاقات تعاون وتبادل خبرات، خصوصا مع جامعات فرنسية متعددة، خلص الى القول: "الفرانكوفونية ساندت على الدوام المتوسطية والعدالة والحرية وحقوق الإنسان وحق الإختلاف، وقد أصبحنا جميعا عائلة إنسانية وجامعية ذات أبعاد عالمية، نعمل من أجل الإنماء المستدام ومن أجل قيم الحرية والحوار والسلام. إنها قيم الفرانكوفونية التي سنستمر بالتعلق بها".