رأى ​العلامة السيد علي فضل الله​ ، خلال خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنينفي حارة حريك، ان البداية من ​فلسطين​، الَّتي أظهرت فيها مسيرات العودة مدى ثبات الشَّعب الَّذي استطاع بشيوخه وأطفاله، بنسائه وشبابه، بالرّضع من أبنائه، وبالمعوقين والمقعدين، أن يتحدى، وبالصدور العارية، آلة القتل الإسرائيلية. مؤكدا إنَّ رهاننا كان وسيبقى على هؤلاء ​الشباب​ الذين عاشوا طهر القضية ولم يتلوَّنوا، ولذلك أخلصوا لأرضهم وامتلكوا زمام المبادرة، ولن يسمحوا للأمر الواقع الَّذي يراد فرضه بأن يمر، وبالتالي فإن قرار نقل ​السفارة الأميركية​ إلى ​القدس​ لن يُغيّر شيئاً، فالأرض لأهلها ولمن هو على استعداد دائم لأن يبذل الدماء رخيصةً في سبيلها.

وشدد فضل الله على إن اللبنانيين يتطلعون إلى كل القوى السياسية حتى تقوم بأداء جيد يعيد الثقة للناس، بعد الرسالة الواضحة التي عبَّر عنها اللبنانيون في صناديق الاقتراع، أو بعدم مشاركتهم ​الانتخابات​، والتي أظهروا فيها عدم رضاهم على الأداء السياسي للكثير من هذه القوى، واعتبر اننا لا نريد أن نحكم سريعاً على المرحلة القادمة، ولكننا نريد أن نسجّل نقطة سوداء على الأداء السياسي للحكومة بعد الانتخابات، حين عادت إلى سابق عهدها في المحاصصات التي جرت في الجلسة الأخيرة ل​مجلس الوزراء​، سواء في ما يتعلق بالتعامل مع أزمة ​بواخر الكهرباء​ أو بالأملاك البحرية أو الجامعات.. ونخشى أن تستكمل ذلك في الجلسة الأخيرة المتبقية لمجلس الوزراء.

ودعا إلى معالجة حاسمة لما يجري من التفلّت الأمنيّ المتصاعد في البقاع، والّذي هدَّد ويهدّد حياة الناس هناك وأرزاقهم. وهنا، ندعو الدّولة، بكلّ أجهزتها، إلى تحمّل مسؤولياتها بعدما أمّنت لها كلّ القوى السياسية والشعبية الغطاء الكافي للقيام بدورها في هذا المجال، وعليها أن تسارع للقيام به. إنّ للبقاع حقاً كبيراً على الدولة واجب القيام به، فهو كان دائماً حاضراً في قضايا الوطن، وكان خزاناً للجيش وللمقاومة، وسيبقى حاضراً فيها.