لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية إلى أنه "يستطيع أي رئيس أميركي أو غير أميركي أن يقترح ما يشاء من خطط وحلول للقضية الفلسطينية، أو أن يخترع "صفقة قرن" أو "صفقة عقد" أو "صفقة عام" أوغيرها من الصفقات أياً كانت مسمياتها، لكنه لا يستطيع فرضها بالقوة على شعب لم يخرج بعد من ساحة النزال منذ سبعين عاماً وأكثر، وما زال يقدم شهداءه قرابين على مذبح الحق والحرية وما زال معظم الأمة على الرغم مما أصابها من وهن وضمور وخلل في فهم الصراع مع العدو القومي والتاريخي ثابتة على العهد، وفية لقضيتها ومقدساتها".

ولفتت إلى أنه "صحيح أن ​الولايات المتحدة​ تمتلك القوة والقدرة على ممارسة الضغط والتأثير سياسياً واقتصادياً، وأن تنتهك القرارات الدولية بحكم كونها القوة العالمية الأعظم، وصحيح أنها تقدم ل​إسرائيل​ ما تشاء من مدد عسكري وسياسي، وتحريض على مقاومة القانون الدولي والشرعية الدولية، وارتكاب العدوان والتوسع وما تشاء من المذابح، لكن الصحيح أيضا أن كل ذلك لم يتمكن من قهر إرادة شعب قرر أن يقاتل دفاعاً عن حقه في الحياة واسترداد أرضه المغتصبة، سبعون عاماً و​الشعب الفلسطيني​ يقف في الميدان في وجه أعتى قوة عنصرية باقية على وجه الأرض، وهو يقدم افواج الشهداء والجرحى ويصبر على أذى ذوي القربى والأبعدين، ولم يساوم على حق، ولم يتنازل أو يستسلم".

وأشارت إلى أنه "في الذكرى السبعين للنكبة تقدم الولايات المتحدة هدية للدويلة الغاصبة بنقل سفارتها إلى مدينة ​القدس​ المحتلة باعتبارها عاصمة إسرائيل الأبدية، وتعلن عما يسمى "صفقة القرن" لتكريس وجود إسرائيل جزءاً من المنطقة، وتقديم فتات للشعب الفلسطيني لا يقبل بها متسول أو مجنون وها هو الشعب الفلسطيني يرد بالصدور العارية وبكل العزيمة والإيمان على المؤامرة بتقديم المزيد من التضحيات التي تكشف مجدداً حقيقة عدو عنصري غادر يتعرى أمام الرأي العام العالمي كنظام فاشي وحشي، ثم تقف مع هذا الشعب دول عربية وإسلامية تقرر أيضاً أن القدس عربية إسلامية - مسيحية، وسوف تبقى كذلك إلى أبد الآبدين، وأن احتلالها وتغيير هويتها ونقل السفارات اليها باطل باطل".

واعتبرت الصحيفة أن "التأكيد على أن حل ​القضية الفلسطينية​ لن يكون إلا تنفيذاً لمبادرة السلام العربية التي صدرت عن ​القمة العربية​ في ​بيروت​ عام 2002، يعني أن "صفقة القرن" صارت في خبر كان، وهي في الأساس غير صالحة ومنتهية الصلاحية منذ أن أعلنت عنها ​الإدارة الأميركية​ وما يقوم على باطل فهو باطل، إن كان دويلة مثل إسرائيل، أو صفقة مثل صفقة ترامب، ولن تستطيع قوة في الأرض أن تفرض حلاً على شعب يتمسك بأرضه وحقه، لعل التاريخ وحده خير إثبات ودليل".