فجأة وبسحر ساحر، أصبح رئيس ​الحزب الديمقراطي اللبناني​ الوزير ​طلال أرسلان​ الخصم اللدود لرئيس ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ النائب ​وليد جنبلاط​، وصار الشارع اللبناني عموماً والدرزي بشكل خاص على موعد شبه يومي مع غزل سياسي غير مألوف، يمارسه رئيس ​تيار التوحيد​ العربي الوزير السابق ​وئام وهاب​ مع من إعتاد على نعته بأبشع النعوت في السنوات الماضية ألا وهو "بيك المختارة".

فما الذي يحصل داخل البيت الدرزي؟ لماذا كل هذه التبدلات والتغييرات في المشهدية السياسية؟ وهل هي تبدلات حقيقية دائمة أم موسمية؟ هل السبب فقط هو ​الإنتخابات النيابية​ الأخيرة ونتائجها؟ أم أن لعملية تشكيل الحكومة وتوزيع حقائبها علاقة بما يحصل بين جنبلاط أرسلان ووهاب؟ وكيف يفسّر وقوف وهاب الى جانب النائب المنتخب تيمور جنبلاط في دفن علاء أبي فرج الذي قتل في إشكال الشويفات بين مناصري جنبلاط وأرسلان وتوجيهه الشكر الى جنبلاط "على موقفه الوطني الذي منع الفتنة في الجبل"؟.

أوساط الحزب الديمقراطي اللبناني تعتبر أن " خطاب جنبلاط هو لرفع السقوف للحصول على المقاعد الوزارية الدرزية الثلاثة في الحكومة التي سيشكلها رئيس الحكومة سعد الحريري بعد تكليفه وهذا أمر من الصعب حصوله بعد فوز المير في الإنتخابات". أما تقارب وهاب من جنبلاط فمرده بحسب المصادر الارسلانية الى محاولة من وهاب للحصول على المقعد الوزاري الدرزي الثالث، وهذا أمر من سابع المستحيلات أن يحصل، أولاً لأن وهاب مني بخسارة في الإنتخابات النيابية الأخيرة وبالتالي ليس من الطبيعي أن يحصل على مقعد وزاري، وثانياً لأن تقاربه مع جنبلاط هو من طرف واحد أي من جانب وهاب فقط، ولن يصل يوماً الى مرحلة يطالب فيها جنبلاط بمقعد وزاري لوهاب الأمر الذي يعتبره الحزب الإشتراكي بمثابة خلق ثنائية درزية في الشوف، وتأسيس لزعامة تنافس زعامة تيمور جنبلاط في الجبل".

في المقابل ترفض أوساط وهاب من جهتها هذا الكلام معتبرةً أن مواقف رئيس تيار التوحيد تصب في خانة واحدة ألا وهي خانة التهدئة في الجبل بعد عاصفة الإنتخابات. وتضيف مصادر تيار التوحيد " اذا كان لدى ارسلان خلل وتراجع بأرقامه الانتخابية فلا يجوز ان يأخذ الأمور الى مشكل لايجاد مكان سياسي، معتقداً أن وراء التوتير اهدافاً حكومية".

وسط هذا السجال القائم بين الجاهلية وخلده، يرفض الحزب الإشتراكي التعليق على ما يحصل معتبراً أن ما قاله جنبلاط قد قاله وكتبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما يريد أن يضيفه في المستقبل، يضيفه في الوقت المناسب، أهم ما تحقق من مواقفه هو منع الفتنة من التسلل الى الجبل بعد الحادث المؤسف في الشويفات، والأكثر أهميّة أن الجبل خاض الإنتخابات بأقل خسائر ممكنة على كافة الصعد الإنتخابية والسياسية، وكرّس المصالحة التاريخية التي تحققت برعاية البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير".

أيام قليلة وسيكلف الحريري تشكيل الحكومة، عندها ستكشف مطالب الأفرقاء، وستثبت هذه المطالب كل النوايا، عندها سيحسم مصير السجال الدرزي-الدرزي وستتكشف خلفياته وأبعاده.