لا يعير ​حزب الله​ اهتماماً كبيراً للضجيج الاميركي والسعودي والخليجي ولا يأبه لكل اوجه الحصار والعقوبات والتدخلات وهو معتاد على ان يبقى رأس حربة في مواجهة المشاريع الفتنوية والتقسيمية ولن يتخلى عن الصراع الوجودي مع العدو الصهيوني ولن يترك ​فلسطين​ ولن ينهي وجوده في ​سوريا​ حتى الانتصار الكامل ولن يترك سلاحة طالما بقي مقاوم واحد يطلق رصاصه على العدو ووجهته ​القدس​.

هذا الكلام تؤكده اوساط سياسية بارزة في تحالف امل وحزب الله. وتقول : ان من لا يعرف التاريخ ولا يمتلك ذاكرة حية عليه ان يعرف ان ​الطائفة الشيعية​ دفعت كثيراً من الاثمان المعنوية والمادية وروت ارض الجنوب بدماء آلاف الشهداء في سبيل المقاومة والتحرير ومقارعة العدو ولم تأبه لوعيد او تهديد او حروب شنت بمختلف الوسائل والاساليب ولم ترضخ او تكل او تمل.

وتشير الاوساط الى ان كل ما يحكى عن عقوبات اميركية وخليجية لا تأثير عملياً له على الارض وخصوصاً على قيادات وكوادر وعناصر الحزب فالتعامل المصرفي غير موجود وقد تتعرض البيئة الشيعية لنوع من المضايقات المصرفية استجابة للضغوط الاميركية – ​السعودية​ وهنا يجب ان يكون للحكومة الحالية موقف بحفظ السيادة المالية للبنان كما يجب ان يتنبه المسؤولون عن هذا الامر وان لا ينساقوا وراء امنيات لبعض المرتهنين في لبنان لاميركا والسعودية وغيرهما.

وتضيف الاوساط ان توقيت العقوبات له غرض سياسي وللتأثير على الاستحقاقات القادمة وبما فيها التشكيل الحكومي وهذا امر بالنسبة لنا لن يصرف في اي مكان. فخلال الحكومات السابقة لم نهتم لاية ضغوطات وكان حزب الله يتمثل في الحكومة ففي هذه الحكومة كان له وزيران ومنح وزيراً للحزب القومي من حصته وقبلها منح وزيراً لسنة ​8 آذار​ وتم توزير ​فيصل كرامي​.

وعليه فإن ليس لهذه العقوبات اي تأثير على حجم تمثيل حزب الله الذي سيكون من ثلاثة وزراء وسيكونون من الحزبيين ولن يقبل الحزب الا بحقائب وزارية خدماتية وازنة من الصحة الى الاشغال والشؤون الاجتماعية ولن يقبل ان يكون هامشياً في ​مكافحة الفساد​ وعودة ​النازحين السوريين​ الى بلادهم، على اعتبار ان الوزارات السيادية الاساسية هي اربع: ف​الرئيس ميشال عون​ متمسك بالدفاع والرئيس ​نبيه بري​ متمسك بالمالية وتبقى الخارجية والداخلية للموارنة واكثرهم التيار الوطني تمثيلاً وللسنة واكثرهم تمثيلاً المستقبل.

وتؤكد الاوساط ان حزب الله ليس من النوع الذي يخضع لاية ضغوطات لا اميركية ولا سعودية فكما تدخلت السعودية في ​الانتخابات النيابية​ ودفعت الاموال وحركت دبلوماسييها واجهزة مخابراتها لخرق البيئة الشيعية انتخابياً وفشلت فشلاً ذريعاً وحقق تحالف امل وحزب الله اكبر نتيجة انتخابية وشعبية في لبنان، فإننا نعد السعودية بفشل وزاري كبير ولن نسمح بأن تتحقق لها اية رغبة مهما كانت صغيرة. فليس حزب الله من يلوى ذراعه او يرضخ.

وتلفت الاوساط الى ان حزب الله وامينه العام ​السيد حسن نصرالله​ والبيئة الحاضنة للمقاومة متيقنون ومتأكدون ان وجود الرئيس عون هو ضمانة للمقاومة وللبنان وان وجود الرئيس بري في الساحة السياسية يشكل حصانة للخط الوطني المقاوم. وتشير الاوساط الى ان تحالف عون وبري وحزب الله ولقاء الرئيسين الاخير في بعبدا يشكل ضمانة لحزب الله في الحكومة وفي كل الحياة السياسية في لبنان فالرئيسان سيعطلان مفاعيل العقوبات او اية مغامرات داخلية فتنوية بشجاعتهما وحكمتهما.

وتنصح الاوساط رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ والقوات ورئيسها ​سمير جعجع​ وكل من يراهن على اضعاف حزب الله و​حركة امل​ ومحاصرتهما، بالاتعاظ من تجارب الماضي وبقراءة متأنية لنتيجة الانتخابات والتمعن في نتائج الحروب في سوريا و​اليمن​ فرغم كل الحضور الاميركي والاسرائيلي والسعودي المباشر لم يحققوا جميعاً اي انجاز او انتصار واحد لمن يعمل معهم. فالاحجام في لبنان واضحة والتوازنات الداخلية تقتضي الانتباه جيداً الى ان تشكيل الحكومة وتكوين السلطة يجب ان يكون وفق معايير صحيحة وحسب التمثيل الانتخابي والحضور الشعبي، فلا يمكن لاحد ان يشكل حكومة من دون حزب الله ولا يمكن لاحد ان ينفخ حجمه او يستعرض او يستعين بالموفدين الملكيين ليؤكد استقواءه بهم وتبعيته لهم وهذه امور كلها لا قيمة لها ولن تكون ذات تأثير مطلقاً.