أكد رئيس تكتل "لبنان القوي" وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ أن "التيار الوطني الحر لم يقرر بعد وجهة تصويت نوابه في انتخابات رئاسة المجلس النيابي وانه سيقرر ذلك في اجتماع تكتله النيابي غدا ولكن، في كل الاحوال، أريد هنا أن أؤكد ان اخلاقياتنا وسلوكياتنا لا تسمح بأن نتصرف في جلسة انتخاب رئيس ​مجلس النواب​ كما تم التصرف مع العماد ميشال عون في انتخابات الرئاسة. هذا أمر غير وارد أبداً. وننبه الى أن هناك ربما من يريد ان يعمّق المشكلة في الجلسة عبر كتابة تعابير أو أوصاف معيّنة في أوراق الاقتراع. ونحن، مسبقاً، نتبرّأ من أي فعل كهذا وندينه "ً، مشيرا الى ان " جوهر معركتنا الميثاقية هو أن الأقوياء هم من يجب أن يتمثّلوا وخضنا معركة الرئاسة بعنوان الرئيس القوي ورئيس مجلس النواب نبيه برّي يندرج ضمن هذه المعادلة . لذلك، التسليم بقوة تمثيل بري والتصويت له أمر طبيعي وينسجم مع قناعاتنا.لكن للأسف، هو لم تكن هذه قناعته. ولأننا نروّج لمبدأ المعاملة بالمثل، طُرحت هذه الاشكالية والتساؤلات حول الاتجاه الذي سنسلكه في التصويت في انتخاب رئيس مجلس النواب. هذا من جهتنا "، لافتا الى انه "من الطبيعي ونحن على ابواب هذا الاستحقاق ان يبادر بري الى فتح صفحة جديدة، وقد بادر الى ذلك بالفعل وهذا أمر ايجابي. نحن نريد أن تكون علاقتنا جيدة مع الجميع، ونريد للبلد أن يمشي وللعهد أن ينجح وللحكومة أن تتألّف. وأنا قلت قبل ​الانتخابات​ النيابية بأن أي عاقل لا يفتش عن مشكل مع بري، ولكن بالطبع على ألا يكون ذلك على حساب البلد. إذا كانت هناك فرصة لأن تكون العلاقة طبيعية فهذا أمر نحن معه. "

وفي حديث صحافي اعتبر باسيل ان "مطلب مداورة الوزارات ليس نص الدنيا"، مؤكدا أن "لا خدوش في العلاقة مع ​حزب الله​ في الملفات الكبرى، والحزب يجب ان يتمثل في الحكومة الجديدة، ولا نقاش في ذلك"، مشيرا الى ان "تمثيل ​القوات اللبنانية​ في الحكومة الحالية أكبر من حجمها التمثيلي"

وردا على سؤال حول امكانية تأخير تشكيل الحكومة راى باسيل انه "منذ انتخابات ​رئاسة الجمهورية​، قبل سنة ونصف سنة، نجحنا في تحويل كل استحقاقاتنا المحلية الى صناعة وطنية، بما فيها تشكيل الحكومة وإقرار قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات. وهذا مسار مستمر لأن فيه مصلحة للبلد، ولأن كل الأطراف تجد فيه مصلحة لها. بالمنطق، نحن قادرون على التفاهم على كل هذه الأمور بأنفسنا، وقد نجحنا في تفكيك وحلحلة عقد كثيرة تتعلق بأوضاعنا الداخلية وعزلها عن الأبعاد الخارجية رغم ارتباط لبنان بمئة ملف اقليمي ودولي"، مضيفا:"حتى لو كانت لدى احد ما في الخارج رغبة في التأثير في هذا المسار الداخلي فلن تكون لديه القدرة على ذلك. لنكن واضحين: ربط الاجراءات الأخيرة ضد حزب الله بمنعه من دخول الحكومة او للتأثير على تشكيل الحكومة أمر غير واقعي. لا مصلحة للبلد في ذلك. من المؤكد أن حزب الله يجب ان يتمثل في الحكومة الجديدة، ولا نقاش في ذلك".

وشدد باسيل على انه "ليس لديّ شركاء. وعلاقتي ب​نادر الحريري​ سياسية بحتة، وهو كان مكلّفاً بالعلاقة معنا من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري. بالنسبة الينا، هذا لا يغيّر شيئا في العلاقة بيننا وبين ​تيار المستقبل​. أما في ما يتعلق بنادر كشخص، فأعتبر أن هناك خسارة سياسية كبيرة أن لا يكون في هذا الموقع لأنه يمتلك قدرة سياسية كبيرة على ترجمة الافكار إلى واقع وممارسة"، لافتا الى انه "لا مؤشرات لدينا الى أي تغيير في العلاقة بيننا وبين تيار المستقبل، وإن كنا نعرف جيداً أن المطلوب منه داخلياً، من اطراف عدة، بأن لا تكون هذه العلاقة جيدة، بل وأن تتدهور، وهناك من يشتغلون على هذا الأمر ويضعونه على شاكلة شروط"، معتبرا ان " الحريري يعرف جيداً الممكن وما هو غير ممكن، وما الذي يسهّل ولادة الحكومة وما الذي يصعّبها، وما الذي يمشّي البلد وما الذي يوقفه. هو يعرف ذلك أكثر من أي طرف آخر".

وردا على سؤال اكد باسيل ان "القوات اللبنانية يأخذون حجم ما يمثلونه وما يستحقونه. ولكن، من الواضح لنا أن حجمهم ليس ذاك الذي أعلنوا عنه، وهذا سيظهر في ما ستنتهي اليه كتلتهم النيابية. أن يكون للقوات 12 نائباً فهذا حقهم، وهو أمر طبيعي. ومن المهم الالتفات هنا إلى أن حجم القوات في الحكومة الحالية أكبر من حجمها التمثيلي في المجلس النيابي الحالي. أثناء تشكيل الحكومة الحالية، تلقّينا اللوم من كل الاطراف، من دون استثناء، على موافقتنا على إعطائهم هذا الحجم. اليوم حجمهم الوزاري يجب أن يتوافق مع حجمهم النيابي".

وراى باسيل ان " الحكومة الحالية لم تكن حكومة صفر. هذه اكثر الحكومات إنتاجاً وانتظاماً منذ 2005 من دون نقاش، والفضل يعود للرئيس ميشال عون والحريري"، مضيفا:"أما في ما يتعلق بموضوع ​النازحين السوريين​، فلنكن صريحين. اليوم باتت ​الانتخابات النيابية​ وراءنا، ولم يعد من عذر لأحد لمقاربة هذا الملف من خلفيات انتخابية. هذا ملف ضاغط ليس من الناحية الكيانية وبعده السيادي والميثاقي فحسب، بل هو ضاغط اقتصادياً إلى حدّ كبير بما يضع البلد على شفير الانهيار. المطلوب ​سياسة​ وطنية تعالج هذا الملف لأننا تركنا أنفسنا طويلاً يسوقنا سائقون دوليون. المطلوب اليوم ان نكون نحن وراء الدريكسيون"، مضيفا:"لا ننتظر إذناً من أحد. احترمنا القانون الدولي والمبادئ الانسانية التي تعاملنا وفقها مع شعب شقيق ك​الشعب السوري​ في الاستضافة وسنحترم المبادئ نفسها في مسألة العودة. لم نطرح ابداً إلا عودة آمنة وكريمة، وزدنا عليها في لقاء بروكسيل في 14 الجاري مصطلح المستدامة التي تعني تأمين كل شروط العودة الطبيعية للسوري إلى بلده، وذلك رداً على طرح العودة المؤقتة الذي طُرح في لقاء بروكسيل الأول في نيسان الماضي. الواقع هو أن المجتمع الدولي يريد أن يموّل إبقاء السوريين في لبنان ونحن نريد تمويل عودتهم. نحن دولة ذات سيادة ولا يمكن أن تُقرّر سياسة دولية على ارضنا من دون موافقتنا"، مشيرا الى ان " هذا الملف يجب أن يقسّم الى ثلاث مراحل: اولاً، العودة الفورية، وهذه تحدث بمجرد أن تتخذ الدولة اجراءات لتطبيق القانون اللبناني، عندها ستعود نسبة كبيرة من النازحين فوراً. وهناك، ثانياً، العودة المتوسطة الأمد التي تحتاج إلى تأمين شروط العودة الآمنة والكريمة والمستدامة. وثالثاً العودة الطويلة الامد وهي المتعلقة بالحل السياسي"، موضحا انه "في المرحلة الثانية المتعلقة بالعودة المتوسطة الأمد نحتاج الى التنسيق مع ​الحكومة السورية​. أساساً التواصل قائم، ولا يمكن أن نكذب على الناس. واقعاً نحن نحكي مع السوريين في كل الملفات، في الخارجية والامن والجيش والدفاع والكهربا والزراعة والترانزيت والمعابر و​الاقتصاد​ والتبادل... وفي مئة ملف".

ولفت باسيل الى ان "الحريري يعرف تماماً انه لم يعد في إمكاننا المضي في السياسة الحالية في هذا الملف. والموقف المبدئي المعلن للحريري في هذا الشأن جيد جداً. لكننا نحتاج الى ترجمة فعلية لهذه المواقف عبر إقرار ورقة سياسة ​النزوح​ وتوحيد مواقفنا إزاء هذا الملف"، معتبرا انه "لا يمكن ان يسلم العمل الحكومي ولا أن يسلم البلد إذا لم نحقق شيئاً في هذا الملف. هذه أولوية الأولويات. جزء من معالجة الاقتصاد المهدّد يكمن في إيجاد حلول لملف النازحين".

وحول تأثيرات الانسحاب الأميركي من النووي الايراني على لبنان والمنطقة إعتبر باسيل ان "هناك نغمة جنون سياسي واضح لدى ​الادارة الاميركية​ الحالية ومن أتت بهم أخيراً معها تذكرنا بمرحلة ​جورج بوش​. هذا يجعلنا نتوقع اي شيء. ولكن، في السياق السياسي الطبيعي ما من عاقل اليوم يعمل على إشعال حرب، لأن أي حرب لن تكون حدودها ايران واسرائيل، بل أوسع من ذلك. وحتى لو بقيت في هذه الحدود فسيكون ضررها كبيراً جداً على الطرفين. لذلك، حدث حتى الآن اشتباكان كان احتواؤهما سريعاً، ورسم فيهما كل من الطرفين حدوده السياسية وتموضعاته العسكرية. واضح ان اسرائيل تضغط لتحصيل ما هو أكثر من ذلك وتطمح الى تحسين شروطها. أعتقد أن ما يجري كله لا يزال ضمن لعبة لا تزال ممسوكة أميركياً وروسياً".