لفتت صحيفة "​نيويورك تايمز​" الاميركية إلى "أسباب نجاح زعيم "​التيار الصدري​" ​مقتدى الصدر​ ب​الانتخابات​ النيابية في ​العراق​ وأهمية هذا التطور بالنسبة للبلاد"، مشيرةً إلى ان "مواقف الصدر شهدت خلال حياته السياسية تغيرات جذرية، في ظل تطورات الوضع داخل البلاد".

وأشارت إلى أن "الأحداث المأساوية التي شهدتها البلاد أسهمت في إضعاف النمط الطائفي للحياة السياسية، ما أتاح للصدر التحول من زعيم ميلشيا شيعية إلى "وجه الإصلاحات والوطنية العراقية المفاجئ"، لافتةً إلى أن "الصدر توصل إلى سلسلة تحالفات سياسية مفاجئة داخل البلاد، حيث يتمتع حاليا بدعم كل من ​الشيعة​ والعراقيين الراغبين في التخفيف من عواقب الأزمة الاقتصادية والليبيراليين والمثقفين واليساريين ونخبة من ​رجال الأعمال​ السنة".

وأفادت أن "الصدر تنحى عن مؤيديه السابقين في ​طهران​، ولا يخدم فوز تحالفه في الانتخابات مصالح ​إيران​ و​الولايات المتحدة​ على حد سواء، بينما وجد الشيوعيون والديمقراطيون الاجتماعيون والفوضويون مفاجأة في الصدر رمزا للإصلاحات التي كانوا يحاربون من أجلها على مدى سنين طويلة وزعيما شعبيا تحتاج إليه البلاد في فترة التغيرات السياسية الجذرية".

وأوضحت أن "تلك الدول مستعدة لغض الطرف عن تلك الأحداث"، آملة "في التقارب مع الصدر بغية منع إيران من بسط نفوذها في العراق"، مشيرةً إلى ان "الصدر تقدم إلى المقام الأولى في اللعبة السياسية العراقية عام 2003، بعيد سيطرة ​القوات​ الأميركية وحلفائها على العاصمة ​بغداد​، مقارنا إياه بـ"روبن هود"، حيث أمر بنشر أنصاره في العاصمة لتوزيع الأغذية على الفقراء وحماية المواطنين مما اعتبره أعمالا عدوانية من قبل الأميركيين".