يصر التيار الوطني الحر في دائرتي الشوف وعاليه على ان الفضل بانتصار تحالف الاشتراكي- المستقبل - القوات في الانتخابات يعود الى اصوات الثنائي الشيعي. وخصوصاً اصوات حزب الله التي ذهبت لتصب في "جيبة" ​جورج عدوان​ اي انه استفاد من حاصل اللائحة التي ضمته ومرشحي ​وليد جنبلاط​ والمستقبل فكرمى لوليد بيك خسر مرشحو التيار واصدقاء الحزب وفاز مرشحو الاشتراكي والقوات. ومن يستمع الى مجالس بعض قيادات التيار الوطني الحر في الشوف وعاليه و​اقليم الخروب​ والمرشحين الخاسرين في التيار بفارق "ضئيل" عن خصومهم ووفق ارقام و"احصاءات دقيقة" لماكينات التيار يكتشف حجم "الندوب" التي خلفتها الانتخابات بين الحلفاء وضمن البيت الداخلي الواحد بالاضافة الى تعميق الشرخ داخل الطائفة نفسها والمذهب نفسه وبطبيعة الحال بين الطوائف الاخرى.

وفي حين يؤكد التيار الوطني الحر "مركزياً" ان الانتخابات باتت وراءنا وان العلاقة مع حزب الله عادت الى طبيعتها وضمن الاتفاق الحاصل بين الامين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ ورئيس التيار الوزير ​جبران باسيل​، قبل 10 ايام من الانتخابات وتم فيه الاتفاق على "إدارة" مرحلة ما بعد 6 ايار 2018.

وإذا كان التيار الوطني خرج مع حليفه النائب ​طلال ارسلان​ بنصف انتصار ونصف هزيمة بعد صعود نجم الوزير السابق ​وئام وهاب​ وتأكيد وليد و​تيمور جنبلاط​ انهما الرقم الاصعب درزياً وزعيما الموحدين ​الدروز​ في لبنان قاطبة، تؤكد معلومات ان زعيم المختار مزهو بانتصاره الانتخابي الواسع فهو من جهة اكد حضوره ومحبة الموحدين له ولارث الراحل ​كمال جنبلاط​.

وتشير اوساط سياسية درزية وعلى إطلاع على حركة النائب وليد جنبلاط الى ان لقاء البيك و رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ قبيل ساعات من اعادة التجديد له لولاية سادسة في رئاسة المجلس وعودة رفيق دربه الرئيس ​ايلي الفرزلي​ ليكون نائبه، مؤشر على "سداد الدين" الانتخابي من جنبلاط الى بري في الجبل والشوف وعاليه وتكريس لعلاقة تحالفية متينة ستكرس في جبهة ستضم بري وجنبلاط من جهة ومن جهة ثانية جنبلاط ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ على اعتبار ان الصداقة التاريخية بين بري وجنبلاط عابرة للزمان والمكان ولكل العهود الرئاسية منذ ما قبل العام 1992 في حين اثبتت الفترة الماضية وخلال الانتخابات النيابية وعند صوغ التحالفات ان العلاقة ليست على ما يرام بين الحريري وجنبلاط وما رافقها من ملابسات قبيل الانتخابات وخلالها. وتؤكد المعلومات ان اللقاء متوقع خلال ايام وسيكون مخصص لطي صفحة الانتخابات واستعادة للعلاقات الجيدة بين الطرفين وترجمتها في استمرار العلاقة المميزة التي كانت تجمع الثلاثي بري – الحريري – جنبلاط. وتلفت المعلومات الى ان جنبلاط سيناقش الملف الحكومي مع الحريري ورؤيته لان تكون حكومة موسعة وسياسية وتعبر عن الجميع كما يرى جنبلاط ان لا مصلحة لاحد بمعاداة حزب الله داخلياً او الانجرار الى "اللعبة الخطرة" بتحجميه لا ذلك غير ممكن ولا سيما انه شريك فاعل وكبير وبارز مع الرئيس بري. وفي حين يتردد ان توجهات الحريري ​الجديدة​ لاعادة التموضع داخلياً تقتضي بالتشدد مع باسيل والرئيس عون في تشكيل الحكومة وإعادة تشكيل السلطة بتدخل سعودي واضح وبرغبة عارمة بعزل باسيل وعون وتحجيم حليفهما حزب الله وهو ما برز في إفطار الموفد السعودي الملكي نزار العلولا والذي جمع اركان ما كان يسمى بصقور 14 آذار مع استبعاد واضح للتيار الوطني الحر وباسيل، يسعى جنبلاط الى الحفاظ على علاقة تهدئة مع حزب الله و"بترك مسافة" وسطية بينه وبين باسيل والعهد فجنبلاط يرغب بتكريس انتصاره الدرزي الواسع وبتعزيز حضور نجله تيمور بكتلة درزية صافية من 8 نواب + نائب سني في شحيم في جبهة سياسية "وسطية" تضم النائب سليمان فرنجية والنائب ميشال المر والرئيس نجيب ميقاتي وتنسق مع الرئيس بري ولكن من دون ان تتفجر العلاقة بالكامل مع باسيل او عون اي انه سيتعامل معهما بقفازات من "حرير" وعلى القطعة من دون قطيعة.

في المقابل تؤكد اوساط قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي صحيح ان هناك خلط للاوراق قد حدث في التحالفات والانتخابات ولكن من السابق لاوانه الحديث عن الشكل الجديد لتوزع القوى السياسية.

وتعتبر الاوساط ان اللقاء بين جنبلاك والحريري ليس مستغرباً حتى لو حصلت سابقاً بعض التباينات حول عدد من الملفات السياسية.

ولا تحبذ الاوساط الاشتراكية الحديث عن الحصة الدرزية وانعكاس العلاقة المتفجرة بين جنبلاط والنائب طلال ارسلان على توزيع الحصة الدرزية والمقاعد الثلاثة وعن مدى التقارب بين جنبلاط ووهاب وتعتبر ان الامور متروكة للمشاورات الحكومية ولظروف التأليف التي لن تكون سهلة اونزهة او وفق رغبات البعض فأمامنا مأزق كبير والكل يعلم ذلك وليس جنبلاط وحده.