لفت رئيس أساقفة ​بيروت​ للموارنة المطران بولس مطر خلال مؤتم صحفي له في ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ للإعلان عن رسالة قداسة ​البابا​ فرنسيس لليوم العالميّ الثاني والخمسين لوسائل الاتِّصال الاجتماعيِّ تحت عنوان : ""الحق يحرّركم" (يو۸، ۳۲). أخبار مزيّفة وصحافة سلام" إلى أنه ""في مناسبةِ اليومِ الثَّاني والخمسين الَّذي تُحيِيهِ الكنيسةُ الكاثوليكيَّةُ لِتَكرِيمِ الإِعلامِ والإِعلاميِّينَ، يُشرِّفُنا أَن نَنقلَ إليكُم مَضَامِينَ رِسالةِ قداسةِ ​البابا فرنسيس​ الَّتي تَحملُ في كلِّ عامٍ إِرشَاداتِ الكرسيِّ الرَّسوليِّ وَتَوصِيَاتِهِ الثَّمينةَ من أَجلِ إِعلامٍ يَخدمُ نَشرَ الحقيقةِ وَاحترامَهَا، وَيُسهِمُ في بِناءِ السَّلامِ في العالّمِ كلِّهِ".

تابع "وقد اختارَ قداستُهُ عنوانًا لِرِسالتِهِ هذه، وهُو اسْتِشهادٌ مُقتبَسٌ من إِنجيلِ يُوحنَّا الرَّسولِ يقولُ فيه الرَّبُّ لِتَلامِيذِهِ: «تَعرفُونَ الحقَّ والحقُّ يُحرِّرُكُم» (يوحنَّا 8، 32). وإِلى هذا العنوانِ المقدَّسِ وَالجديرِ بِكلِّ تَأمُّلٍ وَشُكرٍ، يُرفِقُ قداستُهُ إِشارةً إلى الأَخبارِ الكاذبةِ وَالمُلفَّقةِ الَّتي يَتَعاطَاهَا الكثيرُونَ من ذَوِي الإِراداتِ السَّيِّئةِ أَو الغَايَاتِ المَشبُوهةِ وَالَّتي يَدعُو إِلى رَفضِهَا وَالإِقلاعِ عنها كما يُشجِّعُ أَن تَنحُو الصَّحافةُ مَنحَى السَّلامِ باعتِنَاقِ التَّواصُلِ مع الآخر وَتَغلِيبِ الإِيجابيَّاتِ على كلِّ عَمَلٍ سَلبيٍّ."

أضاف "لن نَنتَظرَ من قداستِهِ في هذه الرِّسالةِ أَيَّ مَوقفٍ سِياسيٍّ خاصٍّ، ولا أَيَّ تَلمِيحٍ عن أَيِّ شَخصٍ مَسؤُولٍ يَقصدُهُ بِذَاتِهِ. بَلْ هو يَنظرُ إلى الوَاقعِ البَشريِّ العامِّ ويَدخلُ في أَعماقِ النَّفسِ الإنسانيَّةِ الَّتي تَنغَمسُ في السُّوءِ إذا ما انفَصَلَتْ عن الحقيقةِ وَتَخَلَّتْ عنها لِصَالحِ الشَّهواتِ على أَنواعِهَا. ذلكَ أنَّ الإنسانَ مُعرَّضٌ لِوَسوَسةِ الشَّيطانِ الَّذي يُحاوِلُ إِغرَاءَهُ بِاستِبدالِ حقيقةِ اللهِ بِزَيفِ البَاطِلِ وَاللَّعبِ على حِبَالِ الكَذِبِ، وَالشَّيطانُ هُو الكذَّابُ أَصلاً و«أَبو الكَذِبِ» كما يقولُ عنهُ الإِنجيلُ المُقدَّسُ."

أردف "يَنطلقُ البابا في مُقدِّمةِ كلامِهِ من كَونِ التَّواصُل نعمةً مَنَحَهَا اللهُ لِلنَّاسِ لكي يَتَعامَلُوا بِفَضلِها معًا وَيَبنُوا لهم في الأَرضِ أُخوَّةً صادقةً مُنفتحةً على وحدَةِ الحياةِ. فَيَقولُ أنَّ التَّواصُلَ مِن شَأنِهِ أَن يُدخِلَ النَّاسَ في عَالَمِ الشَّراكةِ بَعضَهُم مع بَعضٍ. وَالمطلُوبُ من الإِعلامِ وَالإعلاميِّينَ أَن يُسَهِّلُوا هذا التَّواصُلَ من أَجلِ تَحقيقِ هذه الشَّراكةِ المَرجُوَّةِ وَالمُبتَغاةِ."

تابع "لكنَّ مَأسَاةَ البَشرِ تَبدأُ بِفعلِ تَحرِيفِ التَّواصُلِ الإنسانيِّ عن دَعوَتِهِ وعن غَايَاتِهِ النَّبيلةِ، فَيَتشَوَّهَ وَاقِعُهُ وَمُحتَوَاهُ، وَيَبتعدَ عن الحقيقةِ وعن الخَيرِ العامِّ، وَيَدخلَ فيهِ كلُّ أَنواعِ الخِدَاعِ والتَّضليلِ، ما يَقلبُ الإنسانيَّةَ إِلى جَمَاعاتٍ مُنفصلةٍ بعضِها عن بعضٍ أَو مُعادِيةٍ بعضُهَا لِبَعضٍ، بِفعلِ سُوءِ تَفَاهمٍ مع الآخرَ يُؤدِّي في النِّهايَةِ إلى فقدَانِ الأُخوَّةِ وَضَربِ أُسُسِ السَّلامِ. وَإِثباتًا لهذا الوَاقعِ الأليمِ يُشِيرُ قداسةُ البابا إِلى الكَمِّ الهَائلِ من الأَخبارِ الكاذبةِ الَّتي تَصدرُ في كلِّ مَكانٍ وتُنشَرُ عَبرَ وَسائلِ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ، القويَّةِ والسَّريعةِ الانتشار. إنَّها، وَأَنتُم تَعرفُونَهَا جميعًا، مِن نَوعِ المعلوماتِ المُلفَّقةِ وَالمُختَلَقَةِ أَصلاً لِلنَّيلِ مِن الآخرينَ وَإِلحاقِ الأَذَى بهم مَجَّانًا وَبِدونِ وَجهِِ حَقٍّ. أَو هي حَقَائقٌ مَقلُوبةٌ أَو مُشوَّهةٌ يُرَادُ عَبرَ تَزوِيرِهَا خَلقُ بَلْبَلةٍ بَينَ النَّاسِ أَو تَغلِيبُ فئةٍ على فئةٍ بِالتَّزوِيرِ المُفتَعَلِ وَالمَقصُودِ. وهي كلُّها أُمُورٌ تُؤدِّي في آخرِ المطافِ إِلى تَثبِيتِ عَدَاوَاتٍ مَجَّانيَّةٍ على أَساسٍ من التَّضْلِيلِ الفِكريِّ وَمِن تَصوِيرِ الآخر وكأنَّهُ الشَّيطانُ وقد تَجسَّدَ بِإِنسانٍ أَو بِجَماعةٍ أَو طائفةٍ أَو شَعبٍ من الشُّعُوبِ".

وتوجه لوزير الاعلام ​ملحم الرياشي​ بالقول: "اسمح لنا أن نقول لك أنك كنت في هاتين السنتين علامة رجاء في الوطن، رجل الحوار، رجل التواصل في وزارة أردتها للتواصل والحوار، ورجل العمل العام الذي لا يهدف إلى مصلحة خاصة بل إلى مصلحة جميع ال​لبنان​يين، مع أمثاللك لبنان سيكون أفضل وسيكون بخير، وشكراً على كل ما قمت به وشكراً لحضورك اليوم".