أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية ان "الاستراتيجية ​الجديدة​ التي أعلنتها ​الولايات المتحدة​ بشأن التعامل مع ال​سياسة​ ال​إيران​ية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في منطقة ​الشرق الأوسط​، تنبع من حقيقة الدور التخريبي الذي تقوم به ​طهران​ منذ سنوات، وتعزز بشكل لافت بعد التوقيع على ​الاتفاق النووي​ في 2015 الذي استغلته طهران لتنفيذ أجندتها الطائفية، ومشروعها التفتيتي، إذ لا تخفى على عين المراقب الحصيف استراتيجيتها القائمة على إضعاف دول المنطقة عبر دعم الجماعات والميليشيات المسلحة في عدد من ​الدول العربية​، خاصة في ​لبنان​، ​العراق​، ​سوريا​، ​اليمن​ و​البحرين​".

ولفتت إلى انه "انطلاقاً من الفهم الأميركي لطبيعة الدور التخريبي لإيران، ودعمها للميليشيات في هذه الدول، بدت الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها وزير الخارجية ​مايك بومبيو​، تميل إلى عدم المهادنة مع الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، بحسب وصفه، حيث طالب بضرورة التعاطي الصارم معها، خاصة في ظل الشواهد العديدة التي تشير إلى ضلوعها في نشر ثقافة الإرهاب، ودعم من يقومون به، فالاستراتيجية الجديدة تستند إلى فهم عميق للسلوك الإيراني الذي يعكس رغبة في إطالة الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، عبر أذرعها في المنطقة، ودعم جماعات طائفية، ونشر خلايا تخريبية في العديد من الدول"، مشيرةً إلى أن "الاستراتيجية الأميركية الجديدة تعكس رغبة في إنهاء التغول الإيراني في المنطقة، وقطع الطريق أمام خططها الرامية إلى إشعال ​الحرائق​ فيها، فقد حان الوقت ليقول العالم لإيران كفى، فلم تعد دول المنطقة تحتمل المزيد من خطط التدمير، والتخريب التي تنفذها طهران عبر وكلائها، ومخالبها السياسية والعسكرية، مستغلة انشغال العالم بالحرب ضد الإرهاب. ومن هنا جاءت مطالبة وزير الخارجية الأميركي لطهران بالتوقف عن هذه الخطط، وتقديم براهين جديدة على رغبتها في البقاء ضمن دول العالم الداعمة للاستقرار الذي تحتاجه شعوب المنطقة التي عانت، وتعاني الويلات، لهذا جاءت مطالبة الولايات المتحدة بضرورة سحب إيران ميليشياتها، وتفكيكها في كل من العراق، وسوريا، واليمن، والتوقف عن دعم ​الجماعات الإرهابية​ الأخرى، بما فيها «طالبان» في ​أفغانستان​، وغيرها".

وأشارت إلى أنه "من المعلوم أن إيران لم تكن لتواجه غضب الولايات المتحدة، وشعوب المنطقة من سياستها، والتعرض لأقسى عقوبات في تاريخها، لو لم تكن تتبع سياسة خداع العالم الذي تكشف خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد التوقيع على الاتفاق النووي الذي استغلته طهران لتوسيع نفوذها والتدخل في شؤون المنطقة، إضافة إلى استثمار الأموال الناتجة عن رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها في تمويل ودعم الجماعات الإرهابية التي تنفذ أجندتها"، لافتةً إلى أن "الاستراتيجية الأميركية الجديدة تقوم على صرامة غير معهودة تجاه السياسة الإيرانية، وهي استراتيجية افتقدتها الإدارات السابقة والتي استغلتها طهران لكسب مزيد من الوقت، وضخ الأموال للتخريب، وتطوير قدراتها للحصول على أسلحة نووية، لكنها لن تحصل بعد اليوم على تفويض مطلق لتسيطر على الشرق الأوسط، وفق رؤية الوزير الأميركي الذي يؤكد أن سياسة المهادنة مع طهران ولّت، وإلى الأبد".