أكد رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ أن "مائدة الإفطار في الذاكرة هي دائماً مساحة اللقاء، تقرّب البعيد تجمّع من تفرّق تغسل القلوب وتصفّي النوايا، فلنستلهم من فضائل هذا الشهر الكريم ولنسع للتلاقي على مساحة الوطن".

وفي كلمة له عقب مائدة افطار في القصر الجمهوري في بعبدا، أوضح الرئيس عون أنه "لسنة خلت وفي إفطار العام الماضي وعدت بإنجاز قانون للانتخابات، يكون بداية استعادة الثقة، ويحسّن التمثيل الشعبي ويجعله أكثر توازنا، أفقيا بين مكونات الشعب اللبناني كافة، وعمودياً داخل كل مكوّن بحدّ ذاته، والوعد قد تحقّق"، مشيراً الى أنه "تراكمت تفاعلات الفترة الأخيرة والخطاب الانتخابي المتفلّت أحياناً بعض الأحقاد في النفوس، وساهمت في خلق جوٍ من التوتر والشحن الطائفي والسياسي خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي لامَسَ الخطوطَ الحمر".

وأكد أن "الخطاب الحاد والعنف الكلامي يجب أن يتوقفا ولغة العقل يجب أن تعود، فالتحديات أمامنا كبيرة، داخلياً وخارجياً، ولا يمكننا أن نواجهها إلا بوحدتنا وتضامننا وبإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية، علينا أن نحكم إغلاق كل الثغرات الممكنة التي يمكن أن تنفذ منها رياح العنف والاضطرابات من الخارج إلينا، وعلى رأسها التشرذم، وتضارب المصالح والرؤى، تجاه ما نريده لوطننا وشعبنا".

ولفت الى أن "الخطوة التالية هي تشكيل حكومة وحدة وطنية تقدر على مجابهة التحديات، حكومة يمكنها التعامل مع الوضع الإقليمي والدولي مع المحافظة على الاستقرار الداخلي، حكومة تمضي بالإصلاحات وتضع نصب عينها مكافحة الفساد وتحديث إدارات الدولة، وتسير بخطة اقتصادية تستكمل مسيرة النمو في الوطن ونهضته، الجميع مدعو الى تسهيل تأليف الحكومة العتيدة في أسرع وقت ممكن، فالوضع الضاغط لا يسمح بإضاعة الوقت، ومعايير التأليف معروفة وليس علينا إلا الالتزام بها وتطبيقها".

وشدد الرئيس عون على ان "الاستحقاق الأهم هو الوضع الاقتصادي المتردّي بسبب التراكمات والأزمات المتواصلة لعشرات السنين، أضف إليها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وحروب الجوار. لذلك باشرنا العمل على خطة اقتصادية تحدّد لنا مكامن الضعف والقوة، وتضع تصوّراً لمعالجة المشاكل القائمة، وهي قد أوشكت على الانتهاء"، معتبراً أن "أي خطة اقتصادية لن يكتب لها النجاح الكامل إذا لم نبادر إلى وضع أسس عملية لحل مشكلة النازحين السوريين المتفاقمة التي تولّد أعطاباً في كل مفاصل الاقتصاد اللبناني، إضافة الى انعكاساتها الاجتماعية والأمنية على مجتمعنا، وعلى مستقبل شبابنا".

ولفت الى أن "وقت الكلام والتحذيرات من مشكلة النازحين قد انتهى، وحان الوقت للانكباب الرسمي على وضع خطة حلّ عملية، تؤدّي إلى الهدف المنشود منها، وهو عودة النازحين الى المناطق الآمنة في بلادهم، وعدم انتظار الحل النهائي للأزمة السورية".

ومن جهة أخرى، أشار الرئيس عون الى أنه "علينا أن نبدأ معركة مكافحة الفساد والتي بدونها لن يُبنى وطن ولن تقوم دولة ولن ينتعش اقتصاد، فهذه المعركة المؤجلة قد آن أوانها، بعد تشكيل السلطتين التشريعية والتنفيذية وفق إرادة الشعب اللبناني، وبعد إجماع كل القوى على أنها أولوية

لقد خاض شعبنا الكثير من المعارك السياسية التي فرّقته وشرذمته، فلتكن المعركة التي توحّده هي معركة القضاء على الفساد. وهي المعركة الحقيقية الجديرة بأن تُخاض وأن تعدّ لها كل الأسلحة، فهي معركةٌ للبناء لا للتدمير، والانتصار فيها هو انتصار لكل الوطن ولكل المواطنين".