أوضح النائب في تكتل "لبنان القوي" ​أسعد درغام​ أن قرار التكتل ترك حرية الخيار للنواب بانتخاب رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ لولاية جديدة او التصويت بورقة بيضاء لحظ عنصرين أساسيين، الاول شعار الميثاقية الذي لطالما رفعناه ما يعني احترامنا للخيار الذي تتخذه المكوّنات اللبنانية حين يتعلق الأمر بممثليها، لافتا الى ان العنصر الثاني الذي أخذناها بعين الاعتبار فهو توجهات القاعدة العونية وخياراتها، من هناك كانت حرية القرار لنواب التكتل للقيام بما يرونه مناسبا.

وأكد درغام في حديث لـ"النشرة" ان "​التيار الوطني الحر​" فتح صفحة جديدة بالعلاقة مع بري كما مع كل الفرقاء السياسيين، وقال: "تقدمنا خطوات ايجابية باتجاههم، ونتطلع لأن يقوموا بالمثل فيلاقونا بمهمة بناء الدولة وانجاح العهد، باعتبار ان في ذلك مصلحة لكل اللبنانيين دون استثناء".

التمثيل حسب الحجم

وتطرق درغام لعملية تشكيل الحكومة التي ستنطلق بعد تسمية رئيس جديد للحكومة، فاعتبر ان من حق كل كتلة نيابية ان تطالب بما تريد من حصة، لكن في النهاية كل فريق سيتمثل بحسب حجمه النيابي، لافتا الى ان مجرد الدعوة لاستشارات نيابية مستعجلة دليل أن الامور ستكون على الارجح مسهّلة وسيتمّ تأليف الحكومة بشكل سريع مقارنة مع المدّة التي تطلبها تشكيل الحكومات السابقة.

واستبعد درغام، ردا على سؤال، ان يكون حزب "القوات اللبنانية" مقتنعا أصلا بمطالبته بالحصول على حصة وزارية توازي حصة تكتل "لبنان القوي"، مرجحا ان يكون ذلك يندرج باطار رفع السقف للحصول على الحصة الوزارية التي تناسب حجمهم الوزاري. وقال: "نحن فتحنا صفحة جديدة مع كل الفرقاء، والقوات من ضمنهم ونتمنى عليهم كما على كل المعنيين ان يطالبوا بحصص وزارية تتناسب وأحجامهم كي لا تطول عملية التأليف".

حملة تجنٍّ قواتيّة؟

وأشار درغام الى انه وبالرغم من السجالات المفتوحة بين بعض وزراء "القوات" و"التيار الوطني الحر"، الا ان العلاقة بين الطرفين لا تزال أفضل بكثير مما كانت عليه قبل تفاهم معراب، لافتا الى ان ما يؤدي الى هذه السجالات هو "حملة التجنّي من قبلهم المستمرة علينا والتي تستهدف إظهار وزراء التيار وكأنهم لا يقومون بعملهم، من هنا كان تركيزنا في الايام الماضية على السؤال عما قام به وزراؤهم وبخاصة بملف النازحين السوريين لنظرا لأهميته وخطورته". وحثّ درغام "القوات" على "التعاطي بواقعيّة أكبر مع الملفات وعلى فتح صفحة جديدة كي نتمكن من تأليف الحكومة سريعا والانصراف لمعالجة الأزمات التي نرزح تحتها".

وأكد درغام انه سيكون هناك تعاطٍ "جدي وحاسم" مع ملف النازحين فور تشكيل الحكومة الجديدة، "لأن الموضوع لم يعد يحتمل اي تأجيل او مماطلة خاصة اذا استمرت الازمة 20 او 30 سنة اضافية، فهل سيرغب من ولد بلبنان عندها بالمغادرة للعيش في ​سوريا​"؟.

ووصف الملف بـ"الخطير والحساس"، لافتا الى وجود اشارات يرسلها المجتمع الدولي توحي بنيّته اتمام صفقات معيّنة لن نقبل بها مهما كان الثمن، وحتى لو بقينا وحدنا على الساحة الاقليمية والدولية".

وتناول درغام استشهاد أحد العسكريين في ​مدينة طرابلس​، فأكد استنكاره للموضوع وطالب بانزال أشد العقوبات بالمرتكبين "لأن الجيش خط أحمر والتعرض اليه اجرام لن نسمح به". وقال: "على كل الاحوال تم ضبط الامور، ويبقى الحادث باطاره الفردي. فمن تمكن من التخلص من مئات الارهابيين في الجرود قادر على ضمان الامن في لبنان خاصة بوجود رئيس جمهورية وقائد جيش وجيش قوي".