رحّب راعي ​أبرشية صيدا ودير القمر​ للروم الكاثوليك المطران ​إيلي حداد​، بزيارة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك ​يوسف العبسي​ إلى الأبرشية، مشيراً إلى "أنّنا نرحّب بكم في مدينة العيش الأخوي، لذا فترحيبي ليس بإسمي فحسب بل بإسم أهالي المدينة والفاعليات والمؤمنين. مسيحيون ومسلمون معاً نشكّل عائلة واحدة نسير نحو السلام، سلام النفوس وسلام الوطن"، مركّزاً على أنّ "هكذا أسّس أسلافنا المطران جورج كويتر و​سليم غزال​، وهكذا أراد سلفكم البطريرك غريغوريوس الثالث الّذي ساهم بإنشاء مركز للدراسات الإسلامية المسيحية بالتعاون مع ​جامعة القديس يوسف​ بين حرم المطرانية والجامعة في صيدا". وأوضح أنّ "هذا المركز يعمل سنويّاً مع فريق من الطلاب من مسيحيين ومسلمين ليكسروا بحوار صريح كلّ الأفكار المسبقة بينهم ويجتهدوا أن يتعرّفوا على غنى بعضهم ويبنوا المستقبل معاً؛ ونأمل خيراً من هذه المبادرة أن تخلق جيلاً متفاهماً متناغماً".

ولفت إلى أنّ "كذلك هناك مبادرات من جهات عديدة في هذا السياق وفي قمتها لقاء الرؤساء الروحيين للمدينة الدوري حيث نتباحث معاً أمور الناس ونسهم في إعطاء الحلول ونشر الطمأنينة بين ابنائنا، وباختصار انّ صيدا وجوارها في مسيرة واعية لنعود ب​لبنان​ حيث كان وطن التلاقي ومنارة المثقفين والمنفتحين".

وركّز حداد على أنّ "مسيرتنا وإن تكن مشجعة، لكن بعض العثرات تعترضنا وكلّها تختصر في الحاجة إلى فرص عمل لأبنائنا ليبقوا هنا لا أن يرحلوا. إنّنا كسائر المناطق مهدّدون بالهجرة الداخلية كانت أم الخارجية، وما أحوجنا إلى مؤسسات علمية وثقافية وطبية وصناعية وزراعية تؤمّن لقمة العيش لأبنائنا وتوفّر سبل العيش بكرامة"، مشدّداً على "أنّنا لن نترك اليأس يقتلنا لأنّنا ننظر دوما الى جهة الكأس الملآن فكهنتنا يعملون ليل نهار لبثّ روح الديناميكية في رعاياهم".