يؤكد مصدر سياسي بارز في تحالف امل وحزب الله ومطلع على جوانب من التفاوض الحكومي ان لا لقاءات اميركية - ايرانية او ايرانية – سعودية في الايام الماضية، لتمديد "مظلة" التفاهم حول لبنان ولضمان تأليف الحكومة سريعاً كما يتردد في بعض "الصالونات السياسية" والمطابخ التي تهدف الى بث جو معين للتشويش على مسار التأليف.

ويشير المصدر الى ان جولة السفير الايراني محمد فتحعلي والتي شملت الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ منذ ايام هي بروتوكولية كونه سيغادر لبنان قريباً مع قرب انتهاء مهامه الدبلوماسية ولم يحمل معه اية رسائل محددة بل هي رسالة دعم سياسية وتهنئة بالانتخابات ونجاحها وتكليفه مرة جديدة وايران بطبيعة الحال تؤكد انها مع استقرار لبنان واي حكومة يتفق عليها اللبنانيون تدعمها وايران منفتحة بالاساس على كل اللبنانيين بما فيها اخصام حزب الله وسوريا وطهران.

ويلفت المصدر الى ان المؤكد هو استمرار التفاهم الاقليمي والدولي والمحصن باتفاق "ضمني" ايراني - سعودي- فرنسي- اميركي ساهمت في انجازه سلطنة عمان والذي تستمر مفاعيله باستمرار شروط وبنود واركان التسوية الرئاسية السابقة : الرئيس ميشال عون في الرئاسة الاولى والرئيس نبيه بري في الرئاسة الثانية والرئيس الحريري في الثالثة. وهذه التسوية ما زالت مستمرة رغم كل التبدلات المشهدية في المنطقة من ازدياد الاشتباك الاميركي- الايراني - السعودي بعد خروج الرئيس الاميركي من الاتفاق النووي بترحيب وتشجيع سعودي وخليجي الى الاشتباك المباشر الايراني- الاسرائيلي في سوريا وصولاً الى العقوبات الاميركية -السعودية على ايران وقيادات في حزب الله. ويرى المصدر ان التسوية لم ترمم ولم تحتج الى روتشة خارجية بل لزمها "تحصين داخلي" قام به الرؤساء الثلاثة بعد عودة بري الى المجلس والحريري الى الحكومة. ويشير المصدر الى ان الاتفاق الثلاثي هو سقف التفاوض الحكومي والتأليف سيكون محكوماً به مهما علا الصراخ الاعلامي والسياسي ومهما اشتدت قساوة التعابير المستعملة ومهما علت سقوف المطالبات وارتفعت عتبة المطالب ففي النهاية سيكون هناك وقت محدد للتأليف وحصة معقولة للجميع وسقف مرسوم بدقة للاحجام والتوازنات والتحالفات.

ويلمح المصدر الى ان الساعات الاربع والعشرين الماضية وبعد انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة مع الرئيس المكلف ومع بروز عقد ومطالب صعبة ومضخمة تم تزييت ماكينة الاتصالات الثلاثية بين الرؤساء على مستوى الممثلين والموفدين لحماية الاتفاق المنجز على مستوى الاقطاب الرؤساء وتم الاتفاق على المتابعة الهادئة و"الواقعية" لمطالب الكتل الكبرى و"دوزنتها" بما يسمح الوضع والحقائب المتوفرة.

ويكشف المصدر ان ثلاثة امور ظهرت امس الاول ويبدو انها ستكون عنوان الايام المقبلة اولها التمثيل المسيحي وخصوصاً تمثيل القوات والتمثيل الدرزي وحصة الرئيس فالتيار طالب عبر الوزير جبران باسيل بحصة مستقلة لرئيس الجمهورية والمستقلين الذين تحالفوا مع العهد اي كتلة من 3 الى 4 وزراء مع نائب رئيس الحكومة وحقيبة سيادية كما طالب باسيل لتكتله بـ6 او سبعة وزراء يضاف اليهم حصة الاقليات او الوزير السرياني المسيحي الـ16 اذا ما "مشيت" تركيبة الـ32 وهي الاوفر حظاً حتى الآن يعني ان تكتل الرئيس ولبنان القوي واصدقاء العهد سيكون لهم وحدهم 10 وزراء اي الثلث المعطل الاول وهذا امر اعترض عليه كل من رئيس الحزب الاشتراك وليد جنبلاط والرئيس الحريري.

جنبلاط يعتبر ان من حقه ان يكون له التمثيل الدرزي كاملاً وتمثيل الوزير طلال ارسلان لا يكون من حصة الدروز على اعتبار ان تكتل جنبلاط فيه 8 وزراء دروز وارسلان وحيداً رغم "الكتلة العياري" التي اصطعنها باسيل لارسلان ليكبر حجمه من واحد الى اربعة ليكون له مقعد وبما ان المقاعد الثلاثة مسيحية مع ارسلان في كتلته "المصطنعة" فالاوجب تمثيل كتلته بمسيحي كفريد البستاني مثلاً. ويصر جنبلاط ان لولا تركه مقعد شاغر لارسلان في عاليه وتصويت الشيعة والقوميين لمصلحته لكان اكبر الراسبين. ويرى جنبلاط ان اصرار عون وباسيل على توزير ارسلان يعتبره تدخلاً في امر الطائفة الدرزية وشؤونها الداخلية فإذا اردتم ارسلان فوزروه من غير حصة الدروز لذلك فتح جنبلاط في تغريدة له امر كتلة العهد والاعراف التي تفرض اليوم على التأليف الحكومي.

اما تحالف امل وحزب الله و8 آذار فسيكون له 6 مقاعد شيعية وحقيبة سيادية هي المالية واثنتان خدماتية واحدة لامل واخرى لحزب الله وسيكون للمردة والقومي وسنة 8 آذار ثلاثة وزراء وقد ينضم الى هذا الثلث المعطل حصة جنبلاط لانه يشعر بالامان بتحالفه مع بري وحزب الله لا يغدر بينما يحذر من الحريري المتذبذب و"الضعيف" امام مطالب عون وباسيل ويشعر انهما يريدان تحجميه وعزله. ويؤكد المصدر ان اعادة طرح باسيل لمطالب قديمة جديدة بتولي الداخلية او المالية وليس الخارجية او الدفاع يعني انه يفتح "مشكلاً" مع بري في المالية ومع الحريري في الداخلية رغم اننا لا نشعر بأنه سيحقق اياً من هذه المطالب بهاتين الحقيبتين.

ويقول المصدر ان هناك "ثلثاً معطلاً" ثالثاً سيطل برأسه عبر تحالف الحريري والقوات 6 وزراء للمستقبل و4 للقوات ويبدو ان السعودية تصر على ان يكون للحريري وسمير جعجع ثلث معطل لضمان التوازن مع حزب الله وعون وباسيل ويتردد ان زيارة الحريري في اليومين المقبلين للسعودية تصب في إطار "شدشدة" احزمة الحريري ليكون في إئتلاف متوازن مع القطبين عون وبري وحلفاءهما.

ويقول المصدر ان "إختراع" الثلاثة اثلاث هدفه طمأنة كل القوى السياسية بعد فرز جديد للتوازنات وفق نتائج الانتخابات فلا قرارات في مجلس الوزراء من دون موافقة "الترويكا" الرئاسية فأي قرار لا يعجب احد اقطاب التسوية الرئاسية سيكون عليه فيتو من ثلث من هذه الاثلاث وبذلك لا يشعر احد بالاستهداف. ويقر المصدر ان هذه الصيغة ورغم انها "اختراع" غير مسبوق ومعادلة فريدة من نوعها وعجيبة في التأليف لكنها الضمانة لتحقيق تأليف سريع للحكومة وفق الاتفاق الرئاسي وبما يضمن استمرار التسوية وعدم عرقلة مسيرة العهد ومجلس النواب والحكومة والمؤسسات.