توقفت اوساط سياسية عبر صحيفة "الراي" الكويتية عند قول رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ بعد زيارته يوم الثلاثاء رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ رداً على سؤال عما إذا كان "​تيار المستقبل​" سيحصل على 6 مقاعد وزارية انه "لا يمكن أحداً أن يشكك في وجود تيار المستقبل وكذلك هناك رئيس الحكومة وله حصّة أيضاً"، مشيرة الى ان "هذا الكلام جاء في غمرة التجاذب بين "​التيار الوطني الحر​" و"​القوات​" حول حصة رئيس الجمهورية الوزارية وفصْلها عن حصة "تكتل ​لبنان​ القوي"، وهو الذراع النيابية لعون الذي يصرّ على حصّته الصافية".

ورأت الأوساط أن "ما أعلنه الحريري لا يبدو موجّهاً ضدّ الرئيس بمقدار ما أنه يعكس شعور الحريري بمحاولةٍ لاستخدام رغبته في التأليف السريع في إطار تطويقه بشروط تفضي عملياً إلى لعب الآخرين داخل ملعبه السني، وفي الوقت نفسه إضعاف ظهْره استراتيجياً في الداخل عبر إقصاء "القوات" تحت ستار الكلام عن أنه إذا لم يرتَح فريق الى المشاركة فيمكن أن يكون في المعارضة من ضمن اللعبة الديمقراطية القائمة على أكثرية تحكم وأقلية تعارض، أو تهشيم حضور "القوات" الوزاري، والإصرار على إدخال التمثيل العلوي في سياق المزيد من ضرْب التوازنات في الحكومة على طريقة ضرْب حديد نتائج ​الانتخابات​ وهو حام بما يخدم إطباق "​حزب الله​" التدريجي على مَفاصل القرار على مختلف الصعد".

ولاحظتْ الأوساط نفسها أن "النائب ​نجيب ميقاتي​ أعلن معارضته للحصة الوزارية لرئيس الجمهورية، معتبراً أنها تكريس لأعراف جديدة لا طائل منها، وإلا فنحن نؤيد ما قاله الرئيس المكلف عن حصة مماثلة لرئيس الحكومة، كان بارزاً كلام زعيم "المستقبل" في الإفطار السنوي ل​دار الأيتام الاسلامية​ بعيد لقائه مع الرئيس عون عن ان لبنان يواجه تحديات كبيرة، خارجية وداخلية. والتصعيد الإقليمي الجاري، عسكرياً فوق مسرح العمليات السوري، وسياسياً في ​فلسطين المحتلة​ بعد الخطوة المرفوضة بنقل ​السفارة الأميركية​ إلى ​القدس​، واستراتيجياً بعد انسحاب ​الولايات المتحدة​ من ​الاتفاق النووي​ مع ​إيران​، كلها أسباب لمضاعفة الجهود لمواصلة حماية بلدنا من المخاطر المحيطة، وعلى رأس هذه الجهود الإسراع في تشكيل الحكومة".