نوّه رئيس ​الإتحاد العمالي العام​ في ​لبنان​ الدكتور ​بشارة الأسمر​، إلى أنّ "يوماً واحداً يفصلنا عن الإحتفال بالذكرى المئوية لولادة ​منظمة العمل الدولية​، هذه المنظمة الرائدة والوحيدة من المنظمات الثلاثية التمثيل الّتي يتمثّل فيها العمال، الّتي لعبت منذ نشأتها دوراً رائداً ليس على مستوى علاقات العمل وتطويرها فحسب، بل على مستوى السلام والأمن العالميين من خلال العمل على الأمن الإجتماعي في دول العالم أجمع".

ولفت في كلمة في الدورة 107 لمؤتمر العمل الدولي في جنيف، إلى "أنّنا قرأنا بتمعّن تقارير المدير العام حول الحوار الإجتماعي والوضع في الأراضي المحتلة، وخصوصاً منها التقرير الّذي يطبع هذه الدورة في مؤتمرنا والّذي وضع تحت عنوان "مبادرة المرأة في العمل: الدفع قدما نحو المساواة"، مركّزاً على "أنّنا نقيّم عالياً هذه المعالجة المنهجية العلمية الدقيقة الّتي حملها تقرير المدير العام ونوافق على الخلاصات والإستنتاجات الّتي خلص إليها التقرير وخصوصاً منها الفصل الخامس والفقرات المتعلّقة بتعزيز قدرات النساء والإعتراف بقيمة عملهنّ وإسماع صوت المرأة وزيادة تمثيلها".

وأشار الأسمر إلى "أنّنا نأتي إليكم من منطقة شهدت منذ سبعين عاماً خلت إرهاب الدولة المنظم، أي منذ إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948 على حساب تشريد وقتل ​الشعب الفلسطيني​ صاحب هذه الأرض منذ ألوف السنين. هذه المجازر الّتي كان من أواخرها وليس آخرها سلسلة المذابح الّتي ارتكبتها إسرائيل في حقّ المطالبين بحقّ العودة إلى أرضهم وديارهم في الشهرين الماضيين"، مبيّناً "أنّنا نأتي إليكم من منطقة عاث فيها ​الإرهاب​ ومنظماته التكفيرية قتلاً وذبحاً وتدميراً، من لبنان إلى ​سوريا​ إلى ​العراق​ ومصر و​ليبيا​ و​اليمن​ وإلى بعض بلدان ​المغرب العربي​. وقد كانت هذه العصابات "الأممية" المتسترّة بإسم الدين تترعرع في كنف أجهزة المخابرات الدولية وحكوماتها الامبريالية ودول الإستبداد الرجعية، الّتي تهدف إلى السيطرة على خيرات هذه البلدان والقضاء على استقلالها وكسر إرادة شعوبها وإخضاعها للاستعمار مجدّداً ولوصايتها الاقتصادية والسياسية".

وأوضح "أنّنا احتفلنا في لبنان قبل أيام قليلة، وتحديداً في الخامس والعشرين من شهر أيار، كما في كلّ عام منذ العام ألفين بيوم التحرير والنصر على الإحتلال الإسرائيلي، ولم يكن ذلك ممكناً لولا إرادة شعبنا اللبناني الحاسمة وجيشه البطل ومقاومته الباسلة. ف​العدوان الإسرائيلي​ المستمر على أرضنا منذ نشوء هذا الكيان وهو يمعن في قتل الأطفال والنساء والشيوخ ويحرق الأرض ويدمّر البنى التحتية والمصانع والمزارع وأحياء ومناطق بكاملها"، مؤكّداً أنّ "الأولوية القصوى كانت لدينا وقف هذا العدوان وصدّه ومنعه من التمادي كي نلتفت إلى تنمية بلدنا والإهتمام بالعمل اللائق لعمالنا وشبابنا ومستقبل أبنائنا".

ونوّه الأسمر إلى أنّ "سوريا الشقيقة الّتي بدأت باستعادة عافيتها بعد كلّ الإجرام والتدمير الّذي حصل منذ العام 2011، تتعرّض اليوم لاعتداءات إسرائيلية متكرّرة لدعم المنظمات الإرهابية القليلة المتبقية على أرضها، وذلك في محاولة لمنع الإستقرار في هذا البلد الشقيق الّذي عانى شعبه مرارة القتل والتشريد إلى مختلف بلدان العالم ومنها بلدنا لبنان، حيث بات هؤلاء الأخوة النازحين يشكّلون عبئاً إقتصاديّاً واجتماعيّاً حيث يفوق عددهم على المليون ونصف المليون".

وركّز على أنّ "هنا لا بدّ من التوقّف أمام التوجّهات الخطيرة لمؤتمر ​بروكسل​ الهادفة إلى توطين ​النازحين السوريين​ في أماكن تواجدهم، عبر إغراءات مادية لإبعاد شبح الهجرة إلى ​أوروبا​ وإغراق البلدان الّتي استقبلتهم ومنها لبنان بالمزيد من الأزمات، بدلاً من العمل على إعادتهم إلى ديارهم"، مشدّداً على أنّ "على المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤوليّته اليوم سواء في العمل على استقرار سوريا لفسح المجال لعودة مواطنيها إليها، أو مساعدة لبنان لتأمين جميع السبل لتسهيل هذه العودة، فضلاً عن تحمّل الأعباء المادية والإنسانية إلى حين تلك العودة في أقرب وقت".

وبيّن الأسمر أنّ "لبنان أنجز قبل حوالي الشهر انتخاباته التشريعية الوطنية بنجاح ويتّجه إلى إعادة تشكيل مؤسساته السياسية، ولدى الإتحاد العمالي العام في لبنان اتجاهاً واضحاً للعمل من أجل استعادة مضمون العقد الإجتماعي الّذي تؤمن فيه دولة الرعاية الحق بالعمل والسكن والصحة والتعليم والحماية الاجتماعية لكل المواطنين"، موضحاً أنّ "كلّ ذلك مع موقف حاسم ضدّ سياسية المزيد من الديون و​القروض​ الّتي تزيد الأعباء على المواطن المثقل ب​الضرائب​ والرسوم غير العادلة ومع ​محاربة الفساد​ والرشوة والسرقة على جميع أنواعها".