ارتفعت أسهم ​الليرة السورية​ عالياً في مناطق سيطرة المسلحين في حلب وإدلب بإقبال السكان والتجار على التعامل بها، على الرغم من محاولات النيل منها سابقاً ودعوة بعض "المجالس المحلية" لتحويل الأموال إلى الليرة التركية لوقف تداعيها المستمر والمتسارع.

وأوضحت مصادر أهلية وأخرى متعاملة في سوق الصرف في ريفي حلب الشمالي وفي ​محافظة إدلب​ لـ"الوطن" السورية أن الليرة السورية غدت الملاذ الآمن للحفاظ على قيمة المدخرات لدى أغلبية السكان بعد تحويل أموالهم إليها في ظل تحقيقها مكاسب قيمة في وجه العملات الصعبة وتراجع قيمة الليرة التركية إلى رقم قياسي مرشح للارتفاع في ظل عجز حكومة "​العدالة والتنمية​" والمصرف المركزي التركي عن كبح لجامه.

وأكدت المصادر إخفاق محاولات دعم العملة التركية بعد إحجام الأهالي والتجار عن تبنيها وتحويل أموالهم إليها خشية خسارة قسط من قيمتها "وما حدث هو العكس تماماً، إذ أقبل السكان والتجار على تحويل أموالهم إلى العملة الوطنية السورية التي زاد الطلب عليها في الآونة الأخيرة كونها تشكل رمزاً وطنياً وسيادياً بالنسبة إليهم على الرغم من اضطرارهم التعامل بالليرة التركية لدفع مستحقات استجرارهم للبضائع التركية".

وقدرت المصادر قيمة الأموال المحولة إلى الليرة التركية في حلب وإدلب من الليرة السورية والعملات الصعبة، وخصوصاً الدولار الأميركي، بأقل من 300 مليون ليرة سورية خلال الأسبوع المنصرم جرى معظمها على يد قادة الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا والذين لا يزالون يحتفظون بالدولار في حساباتهم المصرفية داخل المصارف التركية.

ولفتت إلى وجود حال من السخط على الحكومة التركية في صفوف المسلحين وموظفي حكومتي "المؤقتة" التابعة للائتلاف المعارض و"المؤقتة" التابعة لـ"جبهة النصرة" بسبب إرغامهم على استلام رواتبهم، التي تتراوح بين 300 و500 ليرة تركية، بالعملة التركية وخسارة كل واحد منهم نحو ربع قيمتها من جراء تهاويها المستمر قبل نحو 3 أسابيع من الانتخابات البرلمانية التركية.