أحيت السلطة القضائية في ​لبنان​ الذكرى السنوية لاستشهاد ​القضاة​ الأربعة على قوس محكمة الجنايات في قصر عدل صيدا، أمام النصب التذكاري للقضاة الشهداء في باحة "الخطى الضائعة" في ​قصر العدل​ في ​بيروت​.

وحضر الاحتفال وزير العدل في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​سليم جريصاتي​، رئيس ​مجلس القضاء الأعلى​ القاضي جان فهد، المديرة العامة ل​وزارة العدل​ القاضية ميسم النويري، مدعي عام ​محكمة التمييز​ القاضي سمير حمود، رئيس ​مجلس شورى الدولة​ القاضي هنري خوري، أعضاء مجلس القضاء الأعلى والشورى، رئيس ​ديوان المحاسبة​ أحمد حمدان، رئيس ​التفتيش القضائي​ القاضي بركان سعد، النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، رؤساء المحاكم ومستشاريها، نقيب المحامين في بيروت اندريه شدياق ومحامون من نقابتي بيروت والشمال وقضاة وأهالي القضاة الأربعة وموظفو وزارة العدل وقصر العدل.

جريصاتي، توجه في كلمة له الى القضاة قائلا : "يا قضاة لبنان، إن ذكرى إغتيال القضاة الأربعة، ذكرى الشهادة الغالية في 8 حزيران من ذاك العام المشؤوم، ليست ولن تكون مجرد حدث عابر في المسيرة القضائية اللبنانية، ذلك أن قضاة لبنان لا يزالون يتذكرون هذه المأساة، التي ضربت الجسم القضائي من دون أن تقضي عليه وعلى روافد مناعته ومنعته، عل الذكرى تنفع في الدلالة على أن الشهادة صنو الرسالة، ومن حمل رسالة، كرسالة العدالة، يشهد للحق والحياة معا، حتى إن اختلفت ساحات الشرف، تبقى الشهادة واحدة".

اضاف: "أقول هذا الكلام الوجداني من دون أن أنسى الواقع، وهو أن قضاءنا لا يتعرض فقط للاغتيال الجسدي، بل أيضا المعنوي، سواء بالتشكيك على القدرة في إعلاء الحق أو الإتهام بالإمتثال لرغبات ال​سياسة​ أو لترغيب من نوع آخر، ولا أدري إن كان المشككون يدرون ماذا يفعلون في هذه السلطة التي تبقى الملاذ الأخير لكل متظلم من إساءة. الجهل عذر مخفف، وهو محل في الديانات السماوية، على ما قال السيد المسيح وهو على خشبة الصليب بأن" أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون"، وعلى ما أتى في الآية القرآنية الكريمة بأن "ولو نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا، ما كانوا ليؤمنوا إلى أن يشاء الله، إلا أن أكثرهم يجهلون".

وقال: "يبقى أن على السلطة القضائية المستقلة أن تثبت إستقلاليتها بذاتها، فتستحقها من دون منة أو منحة من أحد، كرمى للشعب الذي هو صاحب السيادة ومصدر كل السلطات، كما للشهداء أيضا من قضاة لبنان الذين أعطوا وطن الأرز والعدالة فيه أغلى ما لديهم، أي الحياة، منتقلين إلى الضفة الأخرى، حيث عدالة من نوع آخر، عصية على الإنسان، ولو كان معتليا سلم القيم الإنسانية".

وتابع: "بعد هذا كله، من العدل أن ألتفت إلى من إستولد الذكرى واقترح 8 حزيران من كل سنة تاريخا لها ولاحيائها، أي الرئيسة الأولى لمحكمة إستئناف الجنوب رلى جدايل، ومجلس القضاء الأعلى، رئيسا وأعضاء، الذي تلقف بالإجماع هذا الإقتراح متجاوزا معالم الإحتفالية السنوية في قصر عدل صيدا إلى ما هو أبهى وأكثر تجذرا في تاريخ المسيرة القضائية وتعبيرا لتضحيات القضاة على أنواعها، والمديرية العامة لوزارة العدل التي صاغت المرسوم وأسبابه الموجبة، على أن يبقى أجل الشكر والامتنان لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للحماسة التي أبدى للذكرى ولإعلان يوم 8 حزيران من كل سنة يوم شهداء القضاء ولرعايته إفتتاح السنة القضائية بعد إنجاز المناقلات والتعيينات والتقرير السنوي الأول لمحكمة التمييز وإزاحة الستار عن النصب التذكاري في "قاعة الخطى الضائعة" بمشاركة وازنة من دولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء، هذا المجلس الذي لم يتوان عن تبني هذا الإعلان بمرسوم صادر عنه بالإجماع.الشكر ينسحب إلى القضاة جميعا، من أعلى الهرم إلى كل قاض متدرج، وأنا أعرف من موقعي التحديات والصعاب التي تجبه القضاة، وعديدهم قليل".

وختم بالاشارة الى ان "نحن ننصف أنفسنا عندما ننصفكم، يا أهل الإنصاف والعدل، ونسوق كلاما أخيرا إلى عوائل شهداء القضاء وإليكم جميعا، بالإستعارة من شعر أبو فراس الحمداني لم أجد مثيلا له لوصف حالكم والمأمول منكم.

وانتهى الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح القضاة الشهداء.