لفت عضو ​كتلة الوفاء للمقاومة​ النائب ​نواف الموسوي​ خلال رعايته إفطاراً رمضانياً أقيم في بلدة العزيّة ​الجنوب​ية إلى انه "بالأمس كان يوم ​القدس​ الذي أراده الإمام الخميني أن يكون يوماً يتذكر في العالم بأجمع القضية ال​فلسطين​ية، لا سيما وأن إحياء هذا اليوم في هذه المرحلة بالذات يكتسب معاني أكبر من أي وقت مضى، لأننا كما لا يخفى على أي عارف ومتابع في العالم لل​سياسة​ أو في المنطقة، يعرف أن هذه المرحلة أرادها المستكبرون والنظام السعودي و​الإدارة الأميركية​ ومعهم الكيان الصهيوني، أن تكون مرحلة شطب فلسطين من الوجود ومن الخريطة السياسية الجغرافية للعالم، وقد وضع أعداؤنا الذين هم أعداء فلسطين الخطط من أجل ذلك، وعليه فإن مسؤوليتنا أن نضع في المقابل الخطط لمواجهة خططهم، والحمد لله أننا تجاوزنا مرحلة الخطط المواجهة إلى مرحلة المواجهة المباشرة، وتمكنا خلال سنوات المواجهة من أن نفقد الهجمة المعادية مواطئ أقدامها في ​سوريا​، وإلى حد بعيد في ​لبنان​، وفي أكثر من منطقة في ​العالم العربي​، ولا سيما المنطقة المحاذية لفلسطين".

وأشار إلى أن "شعبنا الفلسطيني سواء في غزة أو في أراضي الـ48 أو في أراضي عام 1967، يؤكد كل يوم وبدماء أبنائه وبناته، أنه خارج الهيمنة التي تمارس على مستوى العالم العربي من النظام السعودي، ويؤكد أن قراره بيده، ولذلك نراه لا يترك مناسبة إلاّ ويعبر فيها عن أنه شعب واحد، وأنه لا فرق بين الـ48 والـ67، ولا بين الضفة وغزة وأي منطقة فلسطينية، ويؤكد أن أرضه هي فلسطين كل فلسطين وليست جزءاً منها، وعندما يقرر الأعداء أن يعملوا على شطب فلسطين من الخريطة، فأقل الواجب أن نواجه سعيهم هذا بأن نعمل إلى شطب الكيان الصهيوني من الخريطة السياسية الجغرافية للعالم، وإذا كان هناك من يظن أن هذا أمر صعب ومستصعب لا يتحمله العالم العربي، فنحن نقول انظروا إلى التاريخ، فهو يبيّن أنه لا يمكن لأي كيان غريب أن يعيش في منطقة تقوم على هوية واضحة هي هوية إنسانية وتتصل بالله عز وجل، ولا تقوم على ​العنصرية​ والعدوانية، وإنما تقوم على التوحيد لله عز وجل، وعلى القول بوحدة الإنسان أياً كان انتماؤه"، لافتاً إلى أن "الكيان الصهيوني مهما قيل عن قوته وبولغ بقدراته، هو كيان قابل للإنمحاق والزوال، ونحن الذين نثق بقول قائدنا الإمام الخامنئي الذي قال لنا من قبل "إنكم سترون النصر في الجنوب بأعينكم أنتم وليس بأعين أبنائكم"، نثق أيضاً بقراءتنا للوقائع السياسية التي لا نخضع لها بل نعمل على تغييرها، فنحن عام 1982 كنا من جيل قيل لنا فيه أين وكيف يمكن أيها المجانين أن تهزموا ​إسرائيل​ و​الولايات المتحدة الأميركية​ وأنتم ترون 120 ألف جندي إسرائيلي على أراضيكم، و40 ألف من ​القوات​ المتعددة الجنسيات في البر والبحر، ولكن أكدنا بالفعل بدماء الشهداء وقبضات المجاهدين، أن العصر يكتب للذين يجاهدون في سبيل الله، ولذلك بدماء شهدائنا فتحنا الدرب إلى الانتصار الذي رأيناه في عام 2000، واليوم ببركة دماء شهدائنا، وبتصميم مجاهدينا وصبرهم، وبموقف أهلنا الذين على الرغم من جميع الضغوط التي تمارس عليهم، أكدوا ولا زالوا وقوفهم إلى جانب النهج المقاوم في مواجهة النهج الاستسلامي الخاضع للإرادة الصهيونية الأميركية، وعليه فإننا بفضل هذه الوقفة وهذا الصمود على ثقة أننا في الحرب التي حين تقع على حد قول سماحة الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصر الله​، قادرون بعون الله تعالى أن ندق المسمار الأخير في نعش الكيان الصهيوني، الذي هو كيان غريب طارئ وقابل للاندحار".

وأفاد "إننا نقول لجميع الذين يبنون آمالهم ومشاريعهم على أساس الهيمنة الأميركية في المنطقة، انظروا جيداً، فالهيمنة الأميريكة آخذة في الانحسار، وسيكون اليوم القريب الذي ترون فيه انحسار الهيمنة الأميركية وتضاؤل النفوذ الأميركي، فلذلك لا تختاروا الوجهات الخاطئة، بل تخيروا موقعكم إلى جانب شعوبكم التي اختارت ​المقاومة​، فالذي يراهن على شطب فلسطين من التاريخ والحاضر والمستقبل، عليه أن يعرف أن من يشطب هو الكيان الصهيوني، الذي بعون الله تعالى سيشطب من الحاضر والمستقبل، وإذا بقي في التاريخ، فسيكون عبرة وذاكرة للذين يفكرون بأن يكون هذا العالم والمنطقة موضوعاً لعدوانهم وهدفاً لهجمتهم، لأن هذه المنطقة ستبقى متمسكة باستقلال قرارها، وبالحفاظ على هويتها الثقافية، وبالحفاظ على انتمائها الإسلامي"، مشيراً إلى "اننا منذ انطلقنا عام 1982 على ثقة بعون الله تعالى بأن النصر سيكون حليفنا في أقصى الأوقات التي واجهناها، وقد مرت علينا أوقات كانت السكين فيها على أعناقنا، ولكن كانت تأتينا المؤشرات بأن الله لن يترك الذين يجاهدون في سبيله، وبأنه سيهدينا إلى الطرق التي تحقق الانتصار، ونحن بعون الله تعالى نجهد دائماً لأن نكون مخلصين لله سبحانه وتعالى، ولذلك نحن نثق بنصر الله لأننا نثق بأننا نعمل إخلاصاً لله سبحانه وتعالى، ولو راودنا عدم الإخلاص أو الرياء أو النفاق، لشككنا في نصر الله، وعليه لا يشك في نصر الله إلاّ من تضمن قلبه شعبة من نفاق، فالمؤمن الحقيقي يكون واثقاً من نصر الله في أشد الأحوال، لأن الله لن يتخلَ عن عباده المؤمنين، وهو يدافع عن الذين آمنوا، ونحن قضيتنا لله سبحانه وتعالى، فأشخاصنا لا نقيم لها وزناً، لأننا نعرف أنها أدوات قد تكون لفترة من الزمان، ثم يكتب لها الشهادة والقتل في سبيل الله، ولذلك نحن لا نخاف من التهديدات ولا من الضغوط، لأننا نستند إلى من هو الأكبر، وهذا هو معنى شعار الله أكبر، أننا لا نستكين لأي قوة مهما كبرت، لأن فوق هذه القوة الله الذي هو أكبر".

وأضاف الموسوي: "إننا عمّا قريب أنجزنا كلبنانيين ​الانتخابات​ النيابة، ويجب أن نقول إن هذه الانتخابات كانت فارقة عن الانتخابات التي سبقتها جميعاً منذ قيام الجمهورية اللبنانية، وبالفعل فإن نتائجها تختلف عن جميع النتائج التي كانت من قبل، فهذه الانتخابات التي قامت على ​قانون النسبية​، مكّنت من تحقيق مكاسب للشعب اللبناني، في طليعتها أنها فتحت طريقاً ممكناً نحو تكريس التعددية السياسية والحزبية، فلم تعد الطوائف اللبنانية مغلقة لصالح حزب أو تيار أو حركة واحدة، بل أصبحت الطوائف اللبنانية من خلال الانتخابات تعبّر عن نفسها بتشكيلات وتعددية وتنوع، وهذا ما رأيناه، وهذا الأمر أدى إلى تخفيض لا بأس به من حدة الانقسام الطائفي الذي كان في لبنان، وعادت الأولوية إلى الانقسام السياسي، وعليه لم يحصل الانقسام في ​الانتخابات النيابية​ على أساس طائفي، بل حصل على أساس البرنامج السياسي، ولذلك رأينا أن من صوّت، قد صوّت لمسار وبرنامج سياسي، فهنا على سبيل المثال في الجنوب وفي هذه الدائرة التي نحن فيها، رأينا أن المقترع لم يصوّت بطريقة طائفية أو مذهبية لصالح هذا التيار أو ذاك الحزب، ولم يصوّت لحزب الله أو ل​حركة أمل​ أو لغيرها من القوى السياسية على أساس طائفي، وإنما صوّت على أساس البرنامج والمسار السياسي، ولذلك رأينا أن ما كان يتحدث عنه من حصر للتمثيل في طوائف معينة في تيار بعينه ليس صحيحاً، ورأينا أن جميع الحواضر اللبنانية والمدن الكبرى في لبنان، قالت رأيها المتميّز، وصوتت لشخصيات تختلف في مسارها السياسي عن التيار الذي كان يقدم نفسه الممثل الشرعي والوحيد لطائفته، ففي صيدا و​بيروت​ و​طرابلس​ و​الضنية​ و​البقاع الغربي​ وفي ​بعلبك​ الهرمل، تأكد للجميع أن هناك تعددية سياسية في جميع الطوائف اللبنانية عند الشعية والسنة والمسيحيين وإلى حد ما عند ​الدروز​"، مشيراً إلى أن "النتائج التي بينتها الانتخابات النيابية، لا يجوز تجاهلها في تكوين ​المؤسسات الدستورية​، ف​مجلس النواب​ الذي هو أم السلطات، والذي يشكل السلطات لا سيما التنفيذية، لا يمكن إلاّ أن يعكس طبيعته وواقعه، ويعكس نتائج الانتخابات النيابية في تشكيل المؤسسات الدستورية".

وتابع: "لقد تحققت التعددية، وانخفض الانقسام الطائفي، وعاد الاعتبار إلى الانقسام السياسي على أساس البرامج، وانخفضت حدة الانقسام الطائفي لأن ​قانون الانتخاب​ الذي قام على النسبية بالإمكان تطويره نحو أن يكون الانقاسم على أساس سياسي ولكن ليس على أساس طائفي، ولذلك فإننا نتمسك بالنسبية في قانون الانتخاب، ونسعى إلى تطوير هذا القانون باتجاه نسبية أكثر ودوائر أكثر اتساعاً تدمج بين ​الدوائر الانتخابية​، فلا تكون هذه الدوائر مفروزة على أساس طائفي"، مشيراً إلى ان "أهلنا في الجنوب بجميع طوائفهم قالوا كلمتهم في هذه الانتخابات النيابية التي حصلت، فنسبة التصويت للائحة الأمل والوفاء من الذين اقترعوا في هذه الانتخابات قد وصلت إلى 95.6 بالمئة، ولأن إخواننا من ​الطائفة السنية​ الكريمة حاضرون بيننا الآن، فإننا نقول إن من قرأ نتائج التصويت في الأقلام قلماً قلماً أو بصورة عامة، تبيّن أن إرادة أهلنا السُنة وأكثرية الصوت السني في دائرة الجنوب الثانية وبصورة أساسية في ​قضاء صور​، أعطى للائحة الأمل والوفاء بالرغم من الضغوط التي مورست من أجل تسريب الأصوات باتجاه خيارات مختلفة، وبالتالي فإن الصوت السني في قضاء صور قال إنه مع الأمل والوفاء ونهج المقاومة، وأن قرارهم هو لصالح المقاومة والنهج الذي يعادي الصهيونية، وليس لصالح نهج محمد بن سلمان الذي هو شريك صفقة العصر التي يراد من خلالها شطب فلسطين و​الشعب الفلسطيني​ حتى من التاريخ لا من الجغرافيا فحسب، وهو بذلك يتكامل مع هذا الصوت الذي سمعناه في طرابلس وبيروت وبعلبك والبقاع الغربي أيضاً، صوت يتواصل ليقول إن نهج المقاومة له قاعدة راسخة في الجمهور السني على الرغم من مئات الملايين التي ينفقها ​آل سعود​ لتحوير الإرادة الحقيقية وإن كل أصواتكم المؤيدة للمقاومة كانت فرحة كبيرة نزلت في صميم قلوبنا، وهذا يلزمنا الشكر، ويلزمنا كما كنا دائماً بل سنكون أكثر، أن نكون في خدمتكم، وأن نعمل من أجل أن نكون أهلاً لهذه الثقة التي أوليتمونا إياها".