طالب رئيس ​المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى​ الشيخ ​عبد الامير قبلان​ السياسيين في لبنان بالتعاون في ما بينهم والاسراع في تشكيل حكومة وطنية جامعة تؤكد في بيانها الوزاري ما اتفق عليه اللبنانيون من مسلمات وثوابت تحمي لبنان وتضم في مكوناتها طاقات وكفاءات مشهود لها بالمناقبية والخبرة والكفاءة والنزاهة لان لبنان يحتاج الى جهود بنيه المخلصين في معركة ​مكافحة الفساد​ ووقف الهدر والانطلاق بمسيرة النهوض الاقتصادي والاجتماعي وتوفير مقومات العيش الكريم لكل اللبنانيين الطامحين الى استقرار اجتماعي مدعوم باستقرار سياسي وامني يعيد ثقة المواطن بدولته، ونطالب الدولة اللبنانية بالتعويض على المتضررين جراء السيول والامطار التي اصابت مناطق مختلفة من لبنان. وكل عام ولبنان والعرب والمسلمون بألف خير، ونسأل المولى ان يتقبل صيام الصائمين وأعمال العاملين ودعوات الصادقين.

واكد سماحته في رسالة ​عيد الفطر​ السعيد، ان لبنان اليوم يقوى ويتحصن بفعل التمسك بهذه المعادلة التي اصبحت حاجة وضرورة ليس للبنان فحسب انما لكل الدول المهددة من الارهابيين الصهيوني والتكفيري، ونحن اذ نؤكد على صوابية خيار ​المقاومة​، فاننا نطالب الشعوب العربية والاسلامية بالتصدي لكل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني ومقاطعة كل البضائع والمنتوجات التي تتعامل مع الكيان الصهيوني من منطلق ان التعامل مع ​اسرائيل​ حرام شرعا وكل تطبيع معها خيانة لدماء الشهداء ولكرامة الامة وشعوبها.

واكد سماحته ان فرحة العيد لا تكتمل إلا بدفع زكاة الفطرة إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين وغيرهما، والعيد يتجسد في إدخال السرور على قلوب الفقراء ومساعدة أصحاب الحاجة، فنقدم للفقير ما يسد جوعته وللمريض الدواء ليشفى من مرضه، فالعيد هو يوم إخراج زكاة الفطرة، ولاسيما ان رسول الله (ص) يقول:"صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بصدقة الفطر"، من هنا فإننا نطالب أهل الخير القيام بواجباتهم الدينية والأخلاقية تجاه إخوانهم في الوطن والإنسانية فلا يجوز ان يبخل المؤمنون عن إعطاء الأيتام والفقراء والمساكين حقوقهم.

واكد قبلان ان عيد الفطر، نتاج صيام ​شهر رمضان​ المبارك وانبثاق من روحية الصوم ومعانيه. من هنا فإن رسالة عيد الفطر تدعونا إلى العمل انطلاقا من اخلاقيات الصوم فنقلع عن كل حرام ومنكر ونتجنب اي اساءة وننبذ الاحقاد والعصبيات ونتعاون على البر التقوى، فالعيد بمعناه العام هو اللقاء والوحدة والتواصل بين الناس وهو مناسبة توحّد بين المؤمنين على معاني الخير والمحبة والتعاون فيتلاقوا تحت لواء حب الوطن والعمل له، من هنا نطالب اهلنا في اليمن بوقف نزيف الدم في بلدهم والعمل على انتاج حل سياسي وطني يعيد اليمن سعيداً كما نريده، وعلى النظام في البحرين ان ينصف شعبه ويوقف حملات القمع بحق رموزه وقادته، وليتعظ هذا النطام ممن سبقه من انظمة الجور والفساد التي اسقطها ظلمها وقهرها لشعبها، و علينا عرباً ومسلمين (دولاً وشعوباً) ان نتضامن في ما بيننا لمواجهة الأخطار التي تهدد شعوب امتنا، وفي طليعة هذه التهديدات المشروع الارهابي المتمثل بقطبيه التكفيري والصهيوني الذين يمثلان وجهين لعملة واحدة عنوانها قهر ارادة الانسان واستباحة دمه وحقوقه وكرامته، فهذا الارهاب يستهدف تهويد ​فلسطين​ وتشريد شعبها، وهي التي كانت وماتزال عنوانا للحق بما تختزنه من قضية شعب مظلوم ينتفض لكرامته وعزته وحريته ويبذل اسمى التضحيات واقدسها بروح ايمانية تأبى الظلم ولا تخضع للعدوان والاحتلال، فيما يجسد الكيان الصهيوني الشر المطلق بكل ابعاده ومساوئه، فهو لا يتوانى عن ارتكاب المجازر وينتهك حرمة المقدسات ولا يستثني بشرا ولا حجرا في عدوانه.

اضاف "ونحن اذ نبارك التضحيات العظيمة لشعب فلسطين، فاننا نؤكد ان فلسطين هي قضية كل العرب والمسلمين والمسيحيين وكل الشرفاء في هذا العالم، المطالبين بوقفة ضمير يواجهون من خلالها الظلم والغطرسة الصهيونية التي لا تعرف الا لغة العدوان والقهر والتشريد، ونطالب الشعوب والانظمة بدعم شعب فلسطين الذي ايقن ان طريق تحرير فلسطين لا يمر الا عبر الشهادة والانتفاضة والمقاومة وهو سينتصر باذن الله طالما ان جذوة المقاومة لا تزال مشتعلة بفعل دماء الشهداء وتضحيات المناضلين، فهذه التضحيات المباركة تشكل الرد المناسب لاسقاط ما يسمى بصفقة العصر لبيع فلسطين ولنا في تجربة لبنان اعظم الدروس والعبر اذ سجل لبنان بمقاومته وشعبه وجيشه البطولات الكبيرة التي جعلت من لبنان محط انظار العالم وموضع تقدير الشعوب اذ حقق سلسلة من الانتصارات في مواجهة الارهاب الصهيوني وادواته المتمثلة بالعصابات التكفيرية".