أكد رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ أن "الخلاف بين ​لبنان​ وإسرائيل ليس فقط على ما يُسمّى "البلوك 9"، بل إنّ الخلاف أوسع ويشمل ما يُسمى "البلوك 8"، الذي هو اكثر اهمّية من البلوك 9، وهو على مساحة بحرية تبلغ على الاقل نحو 860 كيلومتراً مربعاً."، مشيرا الى أن "الانسجامَ بين ​سياسة​ ​الولايات المتحدة​ "الترامبية" وسياسة إسرائيل "النتنياهوية"، وصلت إلى حدّ أنّ الإسرائيليين أرادوا أن يبنوا جداراً على الحدود، تماماً كالجدار في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هم يستطيعون أن يبنوا جداراً في الأرض المحتلة، لكن أن يبنوا جداراً على سنتمتر واحد من أرضنا، فهذا أمر غير مقبول، و​مجلس الدفاع الأعلى​ في لبنان اتّخذ قراراً بأنه في حال أقدمت إسرائيل على بناء الجدار في أيّ قطعة من أرضنا فسيُصار إلى التعامل معه بالنار".

ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن بري قوله: "أنني ما يزيد على الخمس سنوات طالبت بأنّ تُقدم ​الأمم المتحدة​، بمؤازرة ​اليونيفيل​ على ترسيم الحدود البحرية كما رسّمت ​الخط الأزرق​ عند الحدود البرية. إسرائيل تتجاهل هذا الامر، والأمم المتحدة لم تكن موافقة عليه، وطلبت مساعدة الأميركيين، وقد طلب الامين العام السابق للامم المتحدة السيد بان كي مون منّي شخصياً بأن يكون هناك اتّصالٌ مع الاميركيين، ففعلت ذلك، فتمّ تكليف السفير ​فريدريك هوف​ من قبل الأميركيين، وأثناء عمله الذي كان متقدِّماً في إعطاء حقّ لبنان، جرى تغييرُه بشكل مفاجئ، وعُيّن مكانه شخصٌ آخر هو آموس هوكشتاين، المعروف عنه أنه يقضي فصل الصيف من كل عام في إسرائيل. وبدل أن يتابع العمل أخذ يماطل في كل زيارة يقوم بها إلى لبنان".

وأشار بري الى "أننا في نهاية المطاف اتّفقنا على أن تُعقد جميع الاجتماعات في ​الناقورة​، وفق تفاهم نيسان العام 1996، أي أن يحضره ضابط إسرائيلي وضابط لبناني وضابط من الأمم المتحدة، وذلك تحت راية الأمم المتحدة. وبحضور مندوب أميركي لتسهيل التفاهم. فتبيّن في ما بعد، أنّ إسرائيل تريد أن تنهي الأمر في البر، ولكنها لا تريد أن تبدأ في البحر. أما نحن في لبنان فقد رفضنا أن يكون هناك اتّفاق في البرّ وحده من دون البحر، نحن نريد سلّة واحدة، وأن يكون التنفيذ برّاً وبحراً".

ورأى أن "الوضع دخل مرحلة جمود الى أن أتى أخيراً اقتراحٌ أميركي بأنّ إسرائيل على استعداد لحلّ متكامل في البر من الجدار حتى ​مزارع شبعا​ وتلال ​كفرشوبا​ وكذلك في البحر. على أن تتمّ المحادثات في الناقورة، وتحت علم الأمم المتحدة. وهذا الاقتراح جاء بعد اجتماعٍ عقدَه مسؤول أميركي مع رئيس ​الحكومة الإسرائيلية​ بنيامين نتنياهو في إسرائيل. وقد تمّ إبلاغي بهذا الاقتراح واعتبرته إيجابياً وقابلاً للنقاش، وقد ابلغنا موقفنا ومقترحاتنا الى الاميركيين ونحن الآن بانتظار الجواب منهم".

يختم بري «هذه هي صورة الوضع بالكامل حتى الآن، قدّموا اقتراحاتهم، وقدّمنا اقتراحاتنا، ونحن ننتظرهم، وحتى الآن لا جديد يُذكر على الإطلاق».