نقلت صحيفة "الراي" الكويتية، عن أوساط واسعة الإطلاع إشارتها إلى أنّه "رغم عدم بلورة إدارة الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ استراتيجيةً نهائية حيال ​لبنان​، فإنّ ثمة ميلاً أميركياً - خليجياً حتّى الآن للأخذ بالاعتبار الحاجة إلى مداراة الواقع اللبناني الداخلي، وترك عملية التغيير فيه لوهج التحوّلات الّتي ستنجم عن الاستراتيجية الحاسمة لكبح جماح نفوذ ​إيران​ في المنطقة بالعقوباتِ الصارمة وسواها، وهو ما تتزايد مؤشراته في ​اليمن​ و​سوريا​ وربما ​العراق​".

ولا تقلّل الأوساط من "وطأة مناخات الإستقطاب الداخلي المتدحرجة على جبهتي ملف النازحين والعلاقة بين زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​ وفريق رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، ومَخاطر تفلّتها من الضوابط، لا سيما أنّ هذا الإستقطاب بدأ يتّخذ أبعاداً طائفية ومذهبية يُخشى أن تهزّ ركائز أساسية في الإستقرار الداخلي، إلى جانب أنّها ترخي بثقلٍ كبير على مسار تأليف الحكومة الّذي تَبرُز مخاوف حقيقيّة من أن يكون علِق في شباك تعقيدات الداخل، كما رغبة بعض الخارج باستعجال تكريس لبنان كقاعدةِ نفوذٍ لإيران في إطار "حصرِ إرثٍ مبكّر لمعركة الدور" الّتي تخوضها طهران في المنطقة".

وركّزت على أنّ "قضية النازحين الّتي رَفع حيالها تكتل "​لبنان القوي​" برئاسة الوزير ​جبران باسيل​ شعار "لا عودة عن العودة" ومُطلِقاً مساراً بهذا الاتجاه، اتّخذ منحى صِدامياً مع المجتمع الدولي و​المفوضية العليا لشؤون اللاجئين​، بدأت تتشابك خيوطُها المعلنة والخفية مع ​تشكيل الحكومة​، في ظلّ انطباعٍ بأنّ فريق الرئيس عون، ويؤيّده من الخلف "​حزب الله​" وحلفاؤه، أحدَث "ربط نزاع" مع الحكومة العتيدة عبر رفع هذا الملف إلى مصاف "أمّ الأولويات"، ما يترك علامات استفهام كبرى حول إمكان تدوير زاويا هذه القضية الإشكالية في البيان الوزاري، وسط التقاءٍ داخلي على مبدأ عودة السوريين وتبايُنٍ حول التوقيت والآلية وقناة العودة (​النظام السوري​ أو ​الأمم المتحدة​) وإذا كانت ظروفها الشاملة باتت متوافرة".