يخوض "​التيار الوطني الحر​" ب​ملف النازحين السوريين​ معركة "يا قاتل يا مقتول". يرفع شعار "لا عودة عن العودة"،لا بل يذهب أبعد من ذلك بالتأكيد انه لن يكون هناك حكومة في حال لم يكن بند اعادة النازحين السوريين بندا أول على جدول أعمالها.

ويربط أحد القياديين العونيين مصير البلد ككل بهذا الملف، فيرى أن لا لزوم للحكومة ولا أهمية لانطلاق عملية مكافحة الفساد في حال لم يسبق كل ذلك تفاهم وطني على اعادة النازحين الى بلادهم. يُدرك ان ما لن يتحقق اليوم في هذا الملف، لن يتحقق أبدا، حتى أنه ينبّه من تكرار تجربة اللجوء الفلسطيني ولكن مع أعداد أكبر ومخاطر أعظم، قائلا:"نحن نرزح اليوم تحت وضع اقتصادي واجتماعي صعب لم يسبق له مثيل. وبالرغم من كل المشاريع التي أُقرّت في مؤتمر "سيدر" وباقي المؤتمرات، فاننا سنشهد الانهيار الكبير على المستويات كافّة في حال بقي مليون ونصف مليون نازح لأعوام اضافية على أرضنا يزاحمون اللبنانيين في سوق العمل وينهِكون البنى التحتية المُنهكة أصلا".

ويدفع "التيار الوطني الحر" باتجاه ادراج بند رئيسي في البيان الوزاري يتحدث بشكل صريح عن "خطة وطنية" لاعادة النازحين، وهو ما لا يُمانعه معظم الفرقاء الذين قد يختلفون على مقاربة آلية هذه العودة. ويشير القيادي العوني في هذا المجال الى ان "كل القوى تريد فعليا ان تتم هذه العودة لأن كل المجتمعات اللبنانية أُنهكت لا مجتمع معين، لكن البعض ونتيجة ارتباطه بأجندات اقليمية ودولية معينة، يجد نفسه مضطرا للتصدي لمشروعنا هذا، أو بحدٍّ أدنى مجبرا على التزام الصمت كي لا يُحرج نفسه أمام حلفائه، وهو ما نتفهمه شرط ألاّ ينضم الى صفوف الذين ارتأوا مواجهتنا واعطاء الأولوية للمصالح الخارجية على حساب المصلحة الوطنية العليا".

وقد شكل الموقف المستجدّ لحزبي "القوات" و"الكتائب" المُطالب علنا بعودة سريعة للنازحين، وان كانا لا يزالان يتحفظان بالعلن على التنسيق مع ​النظام السوري​، عنصرا داعما للموقف والقرار العوني خصوصًا بعد تحقيق الاجماع المسيحي حول هذا الملف، لينتقل "الوطني الحر" حاليا لتأمين الاجماع الوطني. ولا يتمسك العونيون بآلية معينة لاعادة النازحين، اذ يؤكد القيادي العوني انفتاح تياره على كل الاحتمالات بغية تحقيق الهدف المرجو، لافتا الى ان طلب رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ مؤخرا مساعدة موسكو في هذا الخصوص، قد يشكل مخرجا ملائما لكل الفرقاء دون استثناء، باعتبار ان علاقة القوى اللبنانية كافة جيّدة مع الروس، وهم لا يمانعون أن يمسكوا بهذا الملف طالما هم القوّة الدوليّة الرئيسيّة على الأرض السوريّة القادرة على التواصل مع كل القوى الاقليمية كما الأطراف السوريّة المختلفة.

ويؤكد القيادي العوني ان الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمان ان كان بملف النازحين او بملف الحكومة بعدما بات الأول مرتبط بالثاني، لافتا الى ان كل حديث عن اشارات اقليميّة سلبيّة لن تؤثّر على مسار التشكيل، باعتبار ان رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ قد حدّد خطوطا حمراء بما يتعلق بموعد التشكيل ولن يسمح بتخطّيها مهما كانت الظروف.