أشارت صحيفة "الرياض" إلى انه "مع اقتراب انهيار المشروع الإيراني في اليمن بالكامل على الصعيد الميداني بعد سقوطه الذريع والمبكر سياسياً بدأت عدد من المؤسسات الإعلامية الدولية في استخدام لغة بعيدة عن الواقع تظهر الطرف المعتدي والمتمثل في جماعة الحوثي الإيرانية على أنه ضحية لمأساة إنسانية قابلة للتفاقم مع أي تقدم يحققه ​الجيش اليمني​ الوطني و​المقاومة الشعبية​ المدعومة من قوات ​التحالف العربي​ لتحرير مدن ومحافظات البلاد من سيطرة الميليشيات الانقلابية"، معتبرة ان "مثل هذا الخطاب الإعلامي لم يعد مجدياً في زمن يشهد يومياً مساراً تصاعدياً لثورة تقنية يعيشها العالم أنهت عقوداً طويلة من سيطرة المصدر على قواعد العملية الاتصالية يكتفي المتلقي فيها بما يستقبله من رسائل معلبة، بل أصبح جزءاً فاعلاً ومشاركاً رئيساً في لعبة الإعلام وموجهاً لمسارها في كثير من الأحيان".

وأضافت "وفقاً لهذه المعطيات لم يعد المتلقي في جميع قارات العالم مهما كان مستوى ثقافته أو حصيلته المعرفية في انتظار القادم من أثير (بي. بي. سي) أو منصات (​رويترز​) وغيرهما من وسائل إعلامية عالمية كانت المصدر الوحيد لكل ما يمكن الحصول عليه من معلومات ترسخت في عقله الباطن فكرة استحالة حصوله عليها من وسائل الإعلام الرسمية في بلاده نتيجة ابتعادها عن الحياد في القضايا ذات البعد الوطني".

واعتبرت ان "الحياد الغائب عن هذا النوع من وسائل الإعلام أغفل أن دول التحالف وقبلها المنظمات الإغاثية الدولية عانت الأمرين في سبيل إيصال الغذاء والدواء لأبناء الشعب اليمني في جميع المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، كما غيبت تقاريرها حقائق كثيرة في هذا الشأن لعل أبرزها أن حجم المساعدات المقدمة من دول تحالف دعم الشرعية في اليمن خلال ثلاث سنوات تجاوز 16 مليار دولار أميركي، وأن الحديدة التي يتم التباكي عليها من قبل محرري ومحللي هذه الوسائل قد استقبلت السلال الغذائية والمشتقات النفطية والأجهزة والمساعدات الطبية العاجلة والأدوية واللقاحات لسكانها الذين اختطفتهم جماعة الحوثي وأطفالهم الذين جندتهم في ميليشياتها".