بدأ ​التيار الوطني الحر​ امس بتكليف من رئيسه الوزير ​جبران باسيل​ وعلى المستوى النيابي "تكتل ​لبنان القوي​" وعلى المستوى الحزبي "المجلس السياسي للتيار" جولة داخلية ستشمل مرجعيات روحية وسياسية هدفها شرح مساعي وجهود التيار والعهد في سبيل إنجاح عودة النازحين الى سوريا ولوقف العرقلات والتجاذبات السياسية والدينية التي تحيط بالملف.

حيث زار وفد نيابي وحزبي امس الصرح البطريركي والتقى البطريرك ​بشارة الراعي​ وتداول معه في ملف النزوح وفق اوساط قيادية بارزة في التيار وشاركت في اللقاء. وتؤكد الاوساط الى ان اللقاء تركز حصراً على النزوح والعودة ولم يُبحث فيه ملفا الحكومة والتجنيس ونقل الوفد رسالة من الوزير باسيل الى الكاردينال الراعي وتمنياته بتبني طروحات التيار في ملف النزوح ورفع الصوت عالياً للوصول الى خواتيم سعيدة في الملف الذي يتطلب جهوداً جبارة لانهائه تدريجياً وضمن آلية واضحة ومهلة زمنية معقولة.

وتشير الاوساط الى ان الراعي عبر عن هواجسه ومخاوفه من وجود مخطط دولي لمحاصرة لبنان في ملف النزوح وإبقائه قنبلة موقوتة في وجه العهد والحكومة وكل اللبنانيين وخطورة عدم عودة اللاجئين الى اوطانهم تمهيداً لاقامة دائمة في لبنان واختلاق طرق للتوطين والتجنيس على النسيج الوطني والديمغرافي والتوازن الطائفي. وتلفت الى ان الراعي اوضح للوفد نظرته للامر وانه طلب من الرئيس الفرنسي خلال لقائه اخيراً التدخل لدى المجتمع الدولي لوقف الضغوط السياسية والدبلوماسية على لبنان. فلبنان ليس معنياً باللعبة السياسية الدولية وليس طرفاً في الصراع السوري وهو لا يتدخل في نظام الرئيس السوري ​بشار الاسد​ وليس هو من يحدد شرعية او عدم شرعية النظام او بقاءه او رحيله. فالحكومة اللبنانية يجب ان تتعامل مع النظام الموجود وفق ما تمليه المصلحة اللبنانية ومن الجانب الانساني والاقتصادي والامني والاقتصادي فمقاربة ملف النزوح بطريقة منطقية وعقلانية من دون اهداف ونوايا شخصية وسياسية كفيلة بحل الامر بهدوء وجدية.

وتؤكد الاوساط ان الرئيس الفرنسي اسر للراعي بأن تعطيل عودة النازحين سياسي وتقف وراءه دول محددة وتسعى جاهدة عبر اطراف لبنانيين والامم المتحدة لعرقلة اي تقدم في هذا الامر.

بدوره نقل الوفد وفق الاوساط وجهة نظر التيار والعهد والاصرار على مقاربة الملف من الزاوية العملية والتقنية ف​اللواء عباس ابراهيم​ مكلف رسمياً من ​الرئيس ميشال عون​ والحكومة بالتفاوض مع الجانب السوري لاتمام العودة الآمنة والطوعية لمن يرغب في العودة. وتشرح ان بعد الضجة المفتعلة دولياً وداخلياً وما ثبت لدى وزارة الخارجية من جهود مشبوهة لمفوضية اللاجئين في تخويف الراغبين في العودة من النازحين في ​عرسال​، يتبنى التيار ورئيسه اليوم فكرة العودة الآمنة اي ان عودة الراغبين بالرجوع الى بلادهم يجب ان تكون مضمونة امنياً وسلامتهم محفوظة وهذا امر مطلوب تثبيته من الجانب السوري. فالعودة الطوعية لا يجب ان تكون لاسباب اقتصادية فقط اذ توقفت المساعدات عن عشرات الالاف من السوريين من غذاء كانت تؤمنه الامم المتحدة وبعض ​الدول المانحة​ على قلتها وعدم التزام الجهات المانحة بها خلال العامين الاخيرين. وهنا يربط التيار في طرحه بين الامان والرغبة في العودة اي العودة الى بيئة محررة وخالية من اي تهديد ويمكن للامم المتحدة ان تتأكد من هذه الشروط داخل سوريا ويمكنها استمرار مساعدة العائدين اقتصادياً داخل بلادهم.

وتشير الاوساط الى ان الوفد تمنى على الراعي الدعوة الى قمة روحية على مستوى رؤساء الطوائف للخروج بموقف موحد في ملف النزوح، رغم وجود معارضة من ​تيار المستقبل​ ودار الفتوى لطريقة مقاربة ملف النزوح في استمرار بقاء الرئيس الاسد وهو امر مماثل عند النائب السابق ​وليد جنبلاط​ ومشيخة عقل ​الطائفة الدرزية​. وعبر الراعي للوفد عن صعوبة عقد هذه القمة من دون ايجاد ارضية مشتركة وتقارب في وجهات النظر في هذا الموضوع بين القوى الدينية والسياسية ايضاً.

وتكشف الاوساط ان وفد التيار النيابي والسياسي سيزور للغاية نفسها شيخ عقل الموحدين الدروز ​الشيخ نعيم حسن​ الخميس كما يستكمل جولته على المرجعيات الدينية الاسبوع المقبل في حين يستعد التيار لاستكمال جولته على المراجع السياسية بعد انهاء الجولة الدينية لمتابعة الامر.