أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية بـ"أنه في اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف، اليوم، نتذكر نحو 68 مليون لاجئ ينتشرون على وجه البسيطة، ويتوزعون على القارات الخمس، يحملون معهم المآسي والمصائب؛ بعد أن فتكت بهم الحروب والصراعات على أرضهم، ونهشهم الجوع و​الفقر​ والمرض، فهاموا على وجوههم؛ يبحثون عن ملاذ يوفر لهم ​الأمن​ والأمان في حدودهما الدنيا، هذه الملايين تنتشر في شتى بقاع الأرض في ​الخيام​ والمخيمات، وعلى قارعة الطرق وفي الفيافي والقفار، وتجوب البحار وتقطع الصحارى..، بعضهم تقطعت بهم السبل، وبعضهم تطوف بهم القوارب المهترئة، وبعضهم يغرق ويصبح طعاماً للأسماك، والبعض الآخر يتعرض لانتهاك إنسانيتهم وآدميتهم من جانب عصابات ومافيات ترتزق على مآسي البشر، ومن جانب بعض الدول المصابة بلوثة ​العنصرية​ والكراهية والتطرف التي تلفظهم، وتضع في وجوههم الحواجز و​السدود​ والأسوار الشائكة".

ولفتت إلى انه "في اليوم العالمي للاجئين الذي قررته ​الأمم المتحدة​ العام 2000؛ أرادت أن تُذكر العالم بالحروب والفقر والمجاعة، التي فتكت بملايين البشر؛ بعد أن فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم وأعمالهم وأسرهم، واضطروا لخوض رحلة محفوفة بالمخاطر؛ طلباً للحياة. أرادت الأمم المتحدة أن تقول للعالم أيضاً، إن عليه تحمل مسؤوليته تجاه هؤلاء البشر؛ بمد يد العون لهم بكرامة وأريحية؛ لأن لهم الحق بالحياة وأرادت أن تقول للأقوياء، الذين يتحكمون بمصير العالم، أن يتوقفوا عن إثارة الحروب والصراعات من أجل المصالح والنفوذ والسيطرة، وأن يتوقفوا عن بيع السلاح بمليارات الدولارات، وتوفير بعضها للفقراء والجياع في العالم"، معتبرةً "اننا في عالم يفتقد الحد الأدنى من المساواة والعدالة بين الفقراء والأغنياء، عالم ثري متخم، وعالم فقير يكتوي بنار الفاقة والعوز والديون، الأغنياء يتهربون من تحمل نصيبهم تجاه الإنسانية، وفقراء لا يجدون إلا الفقراء مثلهم ملاذاً وموئلاً؛ إذ تؤكد ​المفوضية العليا للاجئين​، أن الدول الفقيرة تتحمل العبء الأكبر في مواجهة أزمة اللجوء؛ حيث يعيش نحو 84 في المئة من ​اللاجئين​ في البلدان ذات الدخل المحدود والمنخفض، والتي تعاني في الأساس أوضاعاً اقتصادية واجتماعية هشة".

وأكدت أنه "على الجميع أن يتحملوا المسؤولية، وتقاسم عبء مأساة عالمية قد تتسع وتتحول إلى خطر داهم إذا لم تعالج بروح الجماعة، والتغلب على اللامبالاة والتقصير؛ لأنه عندما نقف سوياً مع اللاجئين، فإننا نقف مع أنفسنا كبشر؛ حيث نعلي من شأن الإنسان وكرامته، لعل دولة ​الإمارات​ تنفرد بين دول العالم، في تحمل عبء دور ريادي في أن تكون سبّاقة في مجال العمل الإنساني، وتقديم أكبر مساهمة للأعمال الخيرية والإغاثية، وتوفير العون للاجئين وللدول على شكل مساعدات مالية أو اجتماعية وطبية وتعليمية و​مواد غذائية​. هذا الدور تقوم به الإمارات من منطلق مبادئها ومعتقداتها التي فطرت عليها في أن تكون مع الإنسان في كل مكان، وحيث وجد فقر أو مرض أو جوع".