أطلق منتدى "التنمية والثقافة والحوار"، بالشراكة مع جمعية "الأمل العراقية" ومنظمة "الدان ميشن" الدنماركية وبدعم من ​الاتحاد الأوروبي​، المؤتمر الإقليمي "التفاهم بين الأديان والعيش المشترك"، برعاية رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ ممثلا بالنائبة بهية الحريري، في جلسة افتتاحية في جامعة هايكازيان- القنطاري- بيروت، في حضور رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران ​بولس مطر​ ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس قسم الحوكمة و​الأمن​ والتنمية الاجتماعية و​المجتمع المدني​ - ​الإتحاد الأوروبي​ رين نيلاند.

المطران مطر في كلمته امام المنتدى أكد "أن العلاقة بين المؤمنين من أديان مختلفة يجب أن تكون علاقة قبول للآخر وأن يطبق الجميع ​القاعدة​ الذهبية التي تقول، إن الله وحده هو الديان العادل". وقال: "ان المسيحيين كما المسلمين يرثون جميعا تاريخا متأزما في العلاقات في ما بينهم، فيما التاريخ يحتوي على الكثير من الأخطاء التي لا علاقة لها بالأديان"، داعيا إلى "العودة لصفاء الحقيقة التي عرفتها ​المسيحية​ كما ​الاسلام​، والتي للحوار دور أساسي فيها".

كما دعا المطران مطر الى "الشروع في تنوير الرأي العام في ​المدارس​ والجامعات حول حقيقة الأديان حتى لا يبقى تسييس الدين خطرا محتملا"، مشددا على "ضرورة الفصل بين الحوار العقائدي والحوار المهتم بالحياة الاجتماعية والانسانية المشتركة بين الجميع والذي بات ضروريا، خصوصا بعد ان تساكن الناس معا"، منبها الى "أن المسيحيين أعرف الناس بالأسلام والمسلمين وأن رفض العنف و​الإرهاب​ مسؤولية الجميع".

من جانبه، أكد نيلاند أن "دعم هذا المشروع جاء انطلاقا من ايمان الإتحاد الأوروبي القوي بالقدرة التحويلية للحوار الثقافي والديني، وأن النجاح الذي يواكب أعمال الاتحاد يرتكز الى الديموقراطية و​حقوق الانسان​ وحماية الأقليات والاحترام المتبادل وتقدير التنوع الثقافي"، مشيرا إلى أن "الانخراط في تجربة تعليمية مشتركة جاء سعيا لتحقيق أفضل النتائج لجميع الأعضاء في مسائل التعاون والسلام".

ولفت الى ان "انطلاقا من التجارب المؤلمة، فان اللقاءات والحوارات هي الوسيلة الوحيدة لتعزيز التفاهم والتسامح، وهي التي علمت الاوروبيين كيفية العيش والتعاون بعضهم مع بعض على الرغم من اختلافاتهم".

يذكر أن المؤتمر يعقد خلال الفترة الممتدة بين 20 و22 حزيران في بيروت، ويهدف إلى إلقاء الضوء على الدور الفاعل والاستباقي للمؤسسات التعليمية التربوية والدينية والمجتمع المدني في تعزيز الفهم المتبادل والتماسك الاجتماعي انطلاقا من الاحترام والمساواة في المواطنة والعيش المشترك ومواجهة التطرف، سعيا لبلورة رؤية مشتركة تترجم في وثيقة أو مدونة تكرس "الاحترام المتبادل والتفاهم بين أهل الأديان" وتمهد لتعاون مستقبلي بين مختلف الهيئات المشاركة في إطار مبادرات مجتمعية محلية.