تنفي مصادر بارزة في ٨ آذار وجود ضغوطات خارجية تحول دون تشكيل ​الحكومة​، بما يوحي بتبرئة العامل الاقليمي من هذا الملف ورمي كرة عرقلة مهمة الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ في الداخل اي عند «القوات ال​لبنان​ية» و«التيار الوطني الحر» والفريق الدرزي.

وتبرر المصادر المعنية مباشرة بالملف الحكومي مقاربتها هذه بالقول ان الرئيس الحريري اليوم لم يعد هو ذاته بالامس، الرجل اصبح قادرا على اتخاذ قراراته بشكل محايد، معتمدا على الغطاء الفرنسي الذي اعطاه هامشا كبيرا للمناورة السياسية في الداخل اللبناني بعد ازمته الاخيرة في زمن حكومة تصريف الاعمال.

وعليه، فان الملف الحكومي وفقا للمصادر أصبح داخلياً بامتياز، ورغم التاخير الذي تتحدث عنه كل الاطراف الا ان التركيبة الحكومية جاهزة وهي شبيهة بالتركيبة الحالية لجهة توزيع الحقائب الاساسية، مع الاشارة الى توزير مدير مكتب الحريري السابق ​نادر الحريري​ من حصة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​.

وبالتالي، من المحتمل وفقا لمسار الامور ان نشهد ولادة قريبة للحكومة ، مع الاشارة الى ان تلويح رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ بكف يده عن هذا الملف والسفر خارجا اعطى مفعولا ايجابيا لجهة حث كل الاطراف على تسهيل مهمة الحريري.

وفي السياق كشفت المصادر ان العقد التي يحكى عنها باتت بحكم المنتهية، لافتة الى ان الاجتماع الاخير بين وزير الخارجية ​جبران باسيل​ والحريري جاء ضمن سياق اتصالات مستمرة بعيدة عن الاضواء بين رئيس الجمهورية وباسيل والثنائي والشيعي مع الحريري للتشاور بشان اخر المعطيات الحكومية.

وبشكل رسمي، اعلنت المصادر ان تنسيق الثنائي مع الحريري مستمر وشبه يومي ، ناقلة عن الثنائي رضاه الكامل على اداء رئيس الحكومة المكلف وتفهمه لكيفية مقاربته لملف ​تشكيل الحكومة​ لجهة بقائه على جهة واحدة من كل الاطراف سواء في الداخل او مع الخارج ك​السعودية​ و​فرنسا​.

ولم تتردد المصادر في الاشارة الى ان ​باريس​ اعربت للحريري عن رغبتها في تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن ، ملمحة الى انها ايدت سيناريو حكومة الامر الواقع اذا استمرت المماطلة، على قاعدة فرض كل من عون وبري والحريري على المعرقلين السير بمسودة التشكيلة المتفق عليها كما هي او البقاء خارج الحكومة في صفوف المعارضة.

ولكن في المقابل، لا تتوقع المصادر فك ارتباط لبنان نهائيا عما يجري في ​اليمن​ والضغوطات الاميركية على ​روسيا​ وايران ، الا ان التاثيرالسلبي لتلك الملفات على لبنان سوف يسقط لصالح رغبة تلك الدول بابقائه بعيدا عن ساحة الصراع الاقليمي.