رأى السفير الروسي في بيروت ​ألكسندر زاسبيكين​ أن الرهان على الخلافات الروسية- ال​إيران​ية هي رهانات خاسرة"، معتبرا ان "هذا كلام للاستخدام الإعلامي ورهانات في غير محلّها".

وأوضح في حديث إلى "الأخبار" ان "​روسيا​ وإيران تربطهما مصالح جيوسياسية كبيرة جداً وتحالف عميق، ليس في ​سوريا​ فحسب بل في كل أوراسيا، عدا عن المصالح الاقتصادية المتشعبّة".وأكد ان "المعركة ضد الإرهاب لم تنتهِ في سوريا بعد، صحيح أن داعش والنصرة والإرهابيين الآخرين تعرّضوا لهزائم كبيرة، لكن لا يزالون موجودين في مناطق برعاية أميركية، وبإمكانهم تهديد الاستقرار في سوريا وشنّ هجمات جديدة، والآن هناك معلومات جديدة عن أن الأميركيين أعادوا الدعم لبعض ​الجماعات الإرهابية​، وكذلك لجماعة ما يسمّى بالخوذ البيضاء التابعين للنصرة".

وأضاف "إن الموقف العام والوصول إلى التسوية النهائية في سوريا، يعني انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، هذا موقفنا الكبير، لكن علينا أن نميّز، نحن نعتبر الوجود الأميركي والفرنسي بالدرجة الأولى احتلالاً، والوجود التركي هو خارج إرادة ​الحكومة السورية​ وهناك حوار مع الأتراك للانسحاب في المستقبل، أما إيران فوجودها شرعي بالتنسيق مع الحكومة السورية، وانسحابها كما قلت، سابق لأوانه طالما أن الحرب على الإرهاب لم تنتهِ. الأميركيون مستمرون بدعم الإرهابيين وبالاحتلال لذلك دعم حلفاء سوريا مستمر".

وعن تحضير ​الجيش السوري​ لعمليّة عسكرية لاستعادة الجنوب السوري من الإرهابيين، قال: "عندما بدأ البحث في مناطق خفض التصعيد، جرى العمل مع كل الفرقاء في الدول المحيطة ل​مكافحة الإرهاب​ وضمان مصالح الدول ومنع الخطر الإرهابي عنها، و​إسرائيل​ تخاف من وجود ​حزب الله​ وإيران في الجنوب. نحن نقول إن الجيش السوري الآن بدعم من القوات الروسية يستعيد أرضه في الجنوب وإعادة بسط سلطة الدولة السورية، ولا مبرّر لإسرائيل للقيام بأي عمل من شأنه تعطيل مكافحة الإرهاب"، لافتا إلى ان "إسرائيل تستغل وجود الارهابيين في حربها، لكن في النهاية سيتم ضرب الإرهابيين، ونحن لا نرى أن هناك حرباً ستحدث بين إيران أو حزب الله وإسرائيل، لأنه ليس من مصلحة أحد اندلاع حرب، هناك توازن ردع قائم".

وأوضح زاسبيكين ان "روسيا تعمل وفق قرارات ​الأمم المتحدة​ وليس وفق الأهواء الأميركية والإسرائيلية. ​الجولان​ أرض سورية محتلة، ويجب أن تعاد إلى سوريا. إسرائيل الآن تعتبر أن هناك ضعفاً في سوريا بعد الحرب وفريق حاكم في ​أميركا​ يميل كثيراً إلى مصالحها، وتحاول استغلال هذا الأمر. لكن هذا يصعّب عمليّة السلام التي سنعود إليها في المستقبل في المنطقة وفق قرارات الأمم المتحدة. ولا يمكن أن تحدث ما دام هناك احتلال للجولان وللضفة وغزة ومن دون دولة فلسطينية على حدود الـ 1967 عاصمتها القدس الشرقية".

وعن صفقة القرن قال: إسرائيل كما قلت تراهن على الضعف العربي، صفقة القرن هي استسلام وليس سلام، ونحن نعتقد بأن حسابات إسرائيل التي تصلح مع الدول العربية الأخرى لا تصلح في حالة سوريا ولبنان وفلسطين».

ورأى ان "الصراع في سوريا إذا استمرت الولايات المتحدة بدعم الإرهابيين، سيستمر إلى وقت طويل"، معبرا عن تشاؤم من النوايا الأميركية تجاه أوروبا: "للأسف، مصلحة الأوروبيين مع روسيا، لكن هناك دولاً لا تجرؤ على مواجهة أميركا. هم يريدون أن يمنعوا روسيا من أخذ مكانها في سوق الطاقة العالمية ويحاولون عرقلة خطوط الغاز والنفط، نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، ولأجل ذلك قد تندلع مواجهات جديدة في العالم. يريدون أن يحرموا أوروبا من الطاقة وأن يأخذوا قدراتها المادية. الضغط سيزداد على الأوروبيين، ولكن للأسف كما قلت، هناك دول لا تريد المواجهة".

وبما خص الملف اللبناني، تمنى زاسبيكين أن تتشكّل الحكومة في أسرع وقت، وأن يبدأ لبنان في شكل جدي البحث والتواصل مع الحكومة السورية لإعادة النازحين إلى بلادهم"، مؤكّداً أنه من الضروري أن تعمل اللجان المشتركة اللبنانية ــــ الروسية على انتاج المشاريع وليس الاجتماعات فقط.

وحول المساعدات العسكرية التي من الممكن أن تقدّمها روسيا للبنان، أكد زاسبيكين أنه قريباً سيتسلّم لبنان بعض المساعدات العسكرية، و"نحن نساعد سوريا كثيراً ومن الممكن أن نساعد لبنان، لكن على اللبنانيين أن يطلبوا ذلك لا أن يكتفوا بالمساعدات الأميركية والغربية".