تشهد العديد من بلدات ​النبطية​ انتفاضة على البلديات التي استحدثت مكبات عشوائية لا تتوفر فيها الشروط البيئية والصحية، في ظل غياب معمل الفرز الوحيد التابع ل​اتحاد بلديات الشقيف​ والمتوقف عن العمل منذ سنتين، والذي ينوي الاتحاد اعادة تشغيله في مكانه في ​بلدة الكفور​ في ظل رفض أهلها مجدداً للأمر، كونهم ذاقوا الأمرّين من جيرته وجيرة مكبّ قُمامة الاتحاد، المقفل بقرار قضائي لكن الشاحنات المحملة بالنفايات المختلفة والطبية تخالف القانون وتلقي حمولتها فيه ليلاً، بينما تقوم جرافات مواكبة بطمرها لكي لا تُرى في اليوم التالي.

لا تقف القضية عند هذا الحد، انما تتعداه إلى استحداث مكب للنفايات على طريق ​نهر الزهراني​ تستخدمه بلدية حبّوش والبلدات المجاورة ومنها عربصاليم، كما أن الشاحنات التي تلقي حمولتها فيه لا توفّر مجرى الزهراني، إلا أن أهالي عربصاليم كانوا بالمرصاد لتلك الشاحنات، وعمدوا إلى اقفال المكبّ في اليوم الاول لتقوم بلدية حبوش باعادة فتحته، مبررة ذلك بأنه يعود لأكثر من عشرين سنة. ورغم ذلك افترش أبناء حبوش وعربصاليم الأرض المحيطة بالمكبّ ومنعوا الاليّات من افراغ حمولتها فيه، وأرغموها على العودة من حيث أتت.

من جانبها، تحركت وزارة البيئة وأوفدت الخبير رائف سلامة، الذي عاين المكب المذكور، وأعد تقريراً بمشاهداته تمهيدا لرفعه لوزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ​طارق الخطيب​، لاتخاذ المقتضى البيئي والقانوني واقفال المكب وختمه بالشمع الأحمر، بعدما تحول إلى بؤرة تنبعث منها الروائح النتنة والكريهة ولا يلتزم الشروط البيئية التي تراعي الصحة والسلامة العامة للمواطن وللمنطقة.

في هذا السياق، أكد المهندس علي مكي، في حديث لـ"النشرة"، أنه بعد تحركات ومطالبات للبلدية في حبوش، برئاسة علي نعمة، عمد أهالي حبوش وعربصاليم إلى اقفال الطريق العام، التي تربط النبطية بإقليم التفاح عند جسر الست زبيدة، احتجاجاً على الأضرار الصحية والبيئية التي تلحق بنا جراء وجود القُمامة قرب النهر بين البلدتين، التي تكاثرت من جرّائها الحشرات التي تغزو المنطقة مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لافتاً إلى أنه "لم يناصرنا أحد من القوى التي تدّعي الحرص على البيئة في المنطقة".

بدوره، طالب أحمد نعمة، في حديث لـ"النشرة"، الجهات المعنية ووزارة البيئة وبلديتي حبوش عربصاليم بـ"ايجاد حل جذري ونهائي لهذه المشكلة الخطيرة، والا فاننا سوف نقدم على اضرام النار بالمكب لتصل النيران إلى الطريق العام"، مشيراً إلى أن "وجود حالات مرضية واصابات بالسرطان ولا من يتدخل ويقف معنا، وكأننا أرقام للانتخابات النيابية فقط، الا أننا أحجام بحجم الوطن"، في حين أشار محمد علي حسن من عربصاليم، عبر "النشرة"، إلى أن "صحتنا وصحة أولادنا فوق كل اعتبارات البلديات وجمال أرضنا اهم من صفقاتهم المشبوهة".

من جانبها، تحدثت بتول نعمة، عبر "النشرة"، عن مشاكل صحية تصيب أطفالها بسبب المكب، مطالبة باقفاله فوراً ودون أي تبريرات من أي جهة كانت، ومعاقبة ومحاسبة المسؤول عن استحداثه، بينما حذرت ريما جعفر من "خطورة عمليات الحرق اليومي المتعمد للنفايات في المكب، وخاصة في فترة الليل، للتغطية على الكمية المرمية به يومياً، وما تشكله روائح الدخان من أضرار صحية وبيئية كارثية"، مهددة بتحويل الاحتجاج إلى اعتصام دائم، ليلاً نهاراً، امام المكب لاقفاله نهائياً.