أشارت النائب ​بهية الحريري​، في كلمة له خلال احتفال "​مؤسسة الحريري​ للتنمية البشرية المستدامة" بالشراكة مع "​جامعة الحكمة​"، باختتام مشروع "تعزيز المواطنية الفاعلة بالتوجيه والتدريب - PACCT" الهادف إلى تحسين قدرات 107 منظمات غير حكومية في أربع مناطق ​لبنان​ية: عكار، ​البقاع​، صيدا والإقليم، والذي نفذ ضمن برنامج "أفكار 3" بتمويل من ​الاتحاد الأوروبي​، إلى "أنّنا نحتفل اليوم بتخريج كوكبة مميّزة من جمعياتنا الأهلية من عكار والبقاع و​الجنوب​ و​جبل لبنان​، الّذين قدّموا نموذجًا من الإلتزام والرغبة الحقيقيّة في تطوير قدراتهم ومهاراتهم، تعبيرًا عن إرادتهم في النهوض بمجتمعاتنا الوطنية نحو النمو والتقدم والإزدهار".

وركّزت على "أنّنا نتطلّع مع الشركاء إلى تطوير الشراكة معهم من خلال استحداث شبكات أهلية من أجل تطوير العمل الأهلي وتعزيز شراكته في صناعة الإستقرار، إلى جانب مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والهيئات التمثيلية البلدية والاقتصادية والاجتماعية"، مشدّدةً على "أنّني على ثقة بأنّ هذه الأطر ستعزّز العمل الأهلي وتساعد على تأمين الموارد المالية الضرورية لحسن عملها، لأنّنا نريد أن نرتقي بالعمل الأهلي من الخيري والتطوعي إلى التخصّصي والعمل الدائم والمستقر".

ونوّهت الحريري إلى "أنّنا سنسعى وإياكم إلى إيجاد جمعيات أهلية متخصصة حول أهداف التنمية ليصار إلى استيعاب الطاقات المجتمعية المتخصصة والمهنية بالعمل من خلال هذه الجمعيات"، مركّزةً على أنّ "تحدياتنا الوطنية على المستويات كافّة تحتاج إلى تضافر الجهود وتوحيد الطاقات في المجالات كافة، لكي يبقى لبنان وطن الشراكة المميّزة بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع الأهلي، بالإضافة إلى الدعم المميز من أصدقاء لبنان وفي طليعتهم الاتحاد الأوروبي".

أمّا وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال ​عناية عز الدين​، فلفتت إلى أنّ "هذا المشروع يعد بانطلاقات تنموية جديدة في المجتمعات المحلية"، مبيّنةً أنّ "موضوع التنمية المحلية في المناطق الريفية المحتاجة يشكّل لبّ الإهتمام بالنسبة الينا، وذلك نظرًا للحاجة المتزايدة ولضرورات المصلحة الوطنية الّتي تتطلّب منّا جميعًا إرساء أجواء من التآلف والتآزر والتعاون ضمن آليات شفافة تؤمّن الحقوق الأساسية للمواطن وتضمن له بيئة صحية وصحيحة ومزدهرة".

وأكّدت أنّ "الشأن التنموي في المرحلة الثالثة الحالية من البرنامج شكّل أولوية، حيث تمحور العمل على الآليات الفضلى لتحقيق التنمية المستدامة. ومن أجل مزيد من الفاعلية بدا في طليعتها التشبيك مع الجهات المعنية من بلديات وسلطات محلية وتعزيز بناء شبكات محلية وتحقيق الشراكات اللازمة بين المنظمات الناشطة نفسها من جهة وبين القطاع العام من جهة ثانية"، موضحةً أنّ "في هذا السياق، مثّل مشروع "PACCT" الطموح لـ"مؤسسة الحريري" وشريكتها "جامعة الحكمة"، تجربة متقدّمة ومتعدّدة الأبعاد لجهة الآليات المعتمدة والتقنيات المتبعة والنتائج المحققة، فالشراكة الفاعلة الّتي مزجت بين مؤسسة ناشطة في المجتمع وصرح اكاديمي متخصّص شكلّت حجر زاوية لتحقيق الأهداف التنموية وأعطت نموذجًا يحتذى به في تسيير الشراكات وادارتها خلال تنفيذ المشاريع. أمّا الجمعيات المستفيدة الناشئة فأخذت وأعطت".