كشفت مصادر مواكبة لاتصالات حلحلة العقد بملف تشكيل ​الحكومة​، لصحيفة "الحياة"، أنّ " رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلف تأليف الحكومة الجديدة ​سعد الحريري​، تناول خلال اجتماعه مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ الخميس، العلاقة بينهما وأثار ما يطرحه قياديون في "​التيار الوطني الحر​" من انتقادات وملاحظات حول دور الرئيس المكلف في التأليف، وإيحائهم بأنّ طرحه لحصة "​حزب القوات اللبنانية​" الّتي يرفضها "التيار"، ليس من اختصاصه (أو من صلاحياته) أن يتبنّاها".

وأوضحت أنّ "الحريري تحدّث عن أجواء توحي بأنّ التسوية القائمة بينهما والّتي أدّت إلى انتخاب عون رئيسًا تهتزّ، وأكّد أنّه متمسّك بها لأنّها أمّنت الإستقرار في البلد"، مشيرةً إلى أنّ "الحريري أثار مع الرئيس عون البيان الصادر عن مكتب الأخير الثلثاء الماضي والّذي تناول صلاحيات الرئاسة في تأليف الحكومة وفق ​الدستور​ والأعراف، وتمسّكه بعرف تسمية نائب رئيس الحكومة "الّتي لن يتغاضى عنها"". ولفتت إلى أنّ "الحريري طرح ملاحظاته انطلاقًا من قناعته الّتي عاد وصرح بها عند انتهاء اجتماعه بعون، بأنّه لا يعترف إلّا بعرف واحد هو توزيع الرئاسات الثلاث على الطوائف، ويعتبر أنّ الأمور الأخرى خاضعة للتوافق السياسي وفق الظروف، وليست عرفًا".

وبيّنت المصادر أنّ "الحريري شدّد على أنّه لن يتنازل عن صلاحياته في التأليف، منوّهًا إلى أنّه تحمّل الكثير من الإنتقادات نتيجة التسوية الّتي عقدها على الرئاسة وقدّم تضحيات كثيرة لأنّ همّه صون الإستقرار وإنقاذ البلد ممّا هو فيه، وهناك مواقف صدرت في الأيام الأخيرة تشدّد على عدم المسّ بصلاحيات الرئيس المكلف في تأليف الحكومة، وهو أمر "يجب أن نكون متفاهمين عليه"، وأنّه لن يتساهل حيال الطروحات والمطالب الّتي يقترحها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ​جبران باسيل​".

وركّزت على أنّ "الحريري كرّر للرئيس عون ما سبق أن قاله له حين قدّم له تصوّره لأحجام التمثيل في الحكومة الثلاثينية، عن أن ما يُطالب به رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​ بحقّ تسمية الوزراء ​الدروز​ الثلاثة منطقي ومعقول بعد الإنتحابات النيابية، ولا يستأهل الخلاف على مقعد وزاري أن يقود إلى التفريط بالتعاون معه، خصوصًا أنهّ أبلغ الجميع أنّه لن يدخل الحكومة إذا لم يكن له الوزراء الدروز الثلاثة".

وذكرت المصادر المواكبة الّتي اطلعت على بعض ما دار بين الرئيس عون والحريري، أنّ "الأخير دعا إلى تغليب التوجّه نحو قيام حكومة متوازنة في التمثيل وفقًا للأحجام الطبيعية"، كاشفةً أنّ "الرئيس عون طرح مسألة تمثيل النواب السنة من خارج "​تيار المستقبل​" مقترحًا إسم النائب ​فيصل كرامي​، وأنّ الحريري ردّ مشترطًا أن يكون ذلك من حصّة الرئيس عون المسيحية بحيث يسمّي هو بديلًا من الوزير السادس من حصته وزيرًا مسيحيًّا، وأنّ توزير كرامي في هذه الحال يعني حصول رئيس "​تيار المردة​" ​سليمان فرنجية​ على وزيرين إضافة إلى الوزير ​يوسف فنيانوس​ الّذي سيحصل على حقيبة ​وزارة الأشغال​، باعتبار أنّ كرامي في كتلة واحدة مع فرنجية".

ورأت أنّ "العمل سيتركز في الأسبوع الطالع على لقاء الرئيس عون مع رئيس "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، بخاصّة أنّ الأوّل كان تلقّف مبادرة الأخير بإرسال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ​ملحم رياشي​ للقائه، والّذي نقل إليه تمسّكه بتفاهم ​معراب​ و​المصالحة المسيحية​، وبعد تشديد الحريري على أنّ مطالب "القوات" منطقية"، لافتةً إلى أنّ "أمام الرئيس عون وجعجع مهمّة إعادة قراءة مضمون تفاهم معراب كزعيمين تعاهدا عليه منذ مطلع عام 2016"، منوّهةً إلى أنّ ""القوات" منزعجة من خرق التهدئة في التراشق مع "التيار" بعد استجابة جعجع لتمنّي الحريري وقف السجالات بين الفريقين".