أفاد مراسل النشرة في صيدا، بأنّ ""​الجماعة الإسلامية​" توقّفت أمام الأحداث والتطوّرات الّتي حصلت داخل معمل فرز ​النفايات​ في صيدا والّتي أدّت إلى صدامات سقط نتيجتها عدد من الجرحى، وما صاحبها من هرج ومرج كاد أن يصل إلى ما لا تحمد عقباه، وكانن من نتائجها اتخاذ إدارة الشركة المشغلة للمعمل قرارًا بإقفاله وعدم استقبال النفايات من ​مدينة صيدا​، فضلًا عمّا شاهده المواطنون من كارثة بيئية حقيقية من خلال الصور الّتي بُثّت".

وركّزت "الجماعة" على أنّ "أمام هذا كلّه، يهّمنا أن نؤكّد على الأمور الآتية:

أوّلًا: ضرورة معالجة الخلل الحاصل في معمل فرز النفايات، وتحميل إدارة المعمل مسؤولية الأضرار اللاحقة بالمواطنين الصيداويين من روائح كريهة وانبعاث للغازات والإضرار ب​البيئة​ نتيجة لتقاعسها عن إيجاد الحلول العملية لهذه المشكلة البيئية ونكثها المتكرّر لكلّ الوعود السابقة.

ثانيًا: إنّ حجم الضرر الواقع على المدينة بسبب تراكم العوادم الّتي تحوّلت إلى جبلٍ جديدٍ يدعونا مجدّدًا إلى مطالبة المجلس البلدي لمدينة صيدا، بالتوقّف الفوري عن استقبال أي نفايات من خارج نطاق ​اتحاد بلديات صيدا​ تحت أي حجة كانت.

ثالثًا: نجدّد التأكيد على أنّ الحلّ العملي والجدي لهذه المعضلة البيئية لا يكون إلّا بتأمين مطمر صحي للعوادم، وهذه مسؤولية ​الدولة اللبنانية​ أوّلًا ومسؤولية اخلاقية للبعض ثانيًا.

رابعًا: رغم تأكيدنا على رفضنا للظلم والضرر الواقع على أبناء صيدا نتيجةً لهذا الواقع غير الصحي للمعمل، ومع تأكيدنا على حقّ المواطن في التعبير السلمي عن رفضه لهذا الواقع، إلّا أنّ ما حصل أعادنا بالذاكرة للحادثة الّتي سقط خلالها قتيلين مظلومين من أبناء المدينة (في ما عُرف بقضية ​مولدات الكهرباء​) نتيجة للتعبئة الخاطئة واستعمال الشارع، وهذا ما كدنا نراه أول أمس. لذلك نطالب بتحكيم لغة العقل والحوار والإبتعاد عن الشارع في معالجة مثل هذه القضايا، وندعو محافظ ​الجنوب​ ​منصور ضو​ إلى الدعوة للقاء سريع وعاجل لفعاليات المدينة لتدارك الأمر ووضع النقاط على الحروف وإيجاد الحلول المنطقية والعملية بعيدًا عن لغة التخوين والإتهام أو التهديد باستخدام الشارع الّذي قد يتخيّل الجميع نتائجه الكارثية على المدينة.

خامسًا: ندعو إدارة المعمل للتراجع الفوري عن قرارها الجائر بحقّ المدينة بعدم استقبال النفايات، لأنّ معاقبة المدينة على ما حصل لن يكون أبدًا لصالح المعمل ومشغّليه، بل سينقلب عليهم بازدياد عدد الناقمين على التقصير الحاصل، وندعوها لاستبدال الإقفال بالعمل الجدي على معالجة الخلل وتجويد العمل وابتكار الحلول لرفع الظلم الواقع على صيدا وأبنائها".