يؤكد سياسي مخضرم ورافق مرجع نيابي كبير لاكثر من عقد وكان له اكثر من صولة وجولة في تكريس الفصل بين السلطات وتثبيت "حدود" الفصل بين صلاحيات الرئاسات كما ورد في ​اتفاق الطائف​، ان ما يميز اتفاق الطائف هو كثرة العمل بالاعراف من وحي النص اي انه يقصد ان اكثر ما يعمل به اليوم هو اعراف يتم اعتمادها وتداولها منذ قبل الطائف وبعده. ويلفت السياسي الى ان اتفاق الطائف واضح في توزيع مهام الرئاسات الثلاث وحدد صلاحيات كلاً منها بشكل واضح ودقيق وخصوصاً في مسألة تأليف الحكومة وفي عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية.

ومن هذا المنطلق يؤكد السياسي الذي يشير الى ان اللقاء الرباعي الذي جمع الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ بالرؤساء الثلاثية السابقين للحكومة: النائبان الحاليان ​نجيب ميقاتي​ و​تمام سلام​ والنائب السابق ​فؤاد السنيورة​ ووفق معلومات يحمل في طياته مضمونان: الاول سياسي والثاني دستوري مع طغيان الاول على الثاني.

ولا يفصل السياسي هذا اللقاء عن جولة القائم بالاعمال السعودي ​وليد البخاري​ والحركة التي يقوم بها منذ ما قبل ​الانتخابات​ وهي مستمرة وكانت امس الاول في عكار وشملت النواب المنتخبين في عكار ​طارق المرعبي​ و​وليد البعريني​. فالحراك السعودي من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب يهدف الى لم "العصب السني" الذي اثبت انه مشتت بين مرجعية الحريري التابع للسعودية وبين سنة ​8 آذار​ والمعارضة مع وجود تمايز للرئيس ميقاتي الذي يؤكد انه مرجعية سنية وشمالية ووطنية مستقلة ووازنة ويمكن القول انه يحتفظ بوسطية مقبولة تخوله ليكون نقطة الوصل بين سنة الموالاة المتمثلين بالحريري وسنة المعارضة للحريري المتمثلين بسنة 8 آذار.

ويشير السياسي الى ان السعودي ووفق المعلومات المتوافرة ما زال يصر على ان يكون دوره في لبنان وازناً ويعتبره ساحة خلفية لمشاريعه في المنطقة ويريد ان يكرس التوازن بين تحالف ​حزب الله​ و​الرئيس ميشال عون​ والرئيس ​نبيه بري​ و​التيار الوطني الحر​ وبين تحالف الحريري والدكتور ​سمير جعجع​ ومن دون حسم "تموضع" النائب السابق ​وليد جنبلاط​. فالمطلوب وحدة سنية في مواجهة الثنائي الشيعي والثلاثي الشيعي والماروني لذلك تفيد المعطيات ان اللقاء الرباعي حمل في طياته رداً مباشراً على انتفاضة عون على مصادرة صلاحياته في التأليف والقول ان رئيس الحكومة المكلف شريك اساسي في التأليف ولا يمكن استضعافه او الضغط عليه، ف​السعودية​ اعتبرت بيان بعبدا عن الصلاحيات تنبيه لها بعدم التدخل فاوعزت الى السنيورة تحضير اللقاء الذي شارك فيه ميقاتي من منطلق حضوره السني الوزان وتكريسه لمرجعيته المستقلة عن الطرفين السنيين اللذان فرزت حضورهما الانتخابات الاخيرة.

وصحيح ان السنيورة خرج عملياً من دائرة التأثير والنفوذ في ​تيار المستقبل​ والسراي لكنه يبقى حاجة سعودية والشخصية الصيداوية لتأكيد "السطوة" المتطرفة لقيادة محمد بن سلمان على الرئيس الثالث والسني في لبنان والممنوع عليه الانتماء والولاء لدولة اخرى غير السعودية كانتماء معنوي في محوري الصراع الاقليمي المتنامي بين السعودية و​ايران​. في حين يبدو تمام سلام الحلقة السنية البيروتية الهادئة والتي تشكل ظل للحريري وتولت رئاسة الحكومة بالانابة لحين عودة الحريري. في حين يكون القطب السني الابرز بعد الحريري هو ميقاتي وهو شريك شمالي اساسي ووحيد للحريري في الشمال وامكانية ان يكون في الرئاسة الثالثة واردة في اي لحظة ولا شي يمنع ذلك.

وتشير المعلومات وفق السياسي الى ان لقاء السبت لم يخرج في المضمون بأكثر من لقاء دعم واحتضان للرئيس المكلف ولن يكون له تأثير كبير في عملية التشكيل، اللهم في تظهير حصة ميقاتي الحكومية الى جانب حصة سنة 8 آذار وهي امور قابلة للحلحلة بعد عودة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري بعد انقضاء اجازاتيهما ويتردد ان "الاخراج" لحل العقدتين الدرزية والقواتية بات جاهزاً ايضاً.