في اقل من 48 ساعة شهد ​قصر بعبدا​ لقاءين من "العيار الثقيل" جمع الاول رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ امس الاول برئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ بينما جمع الثاني امس بين الرئيس عون ورئيس حزب ​التقدمي الاشتراكي​ النائب السابق ​وليد جنبلاط​. في اللقاء الاول تحدث القطبان المارونيان مطولاً وحرص الجانبان على التأكيد ان اتفاق معراب ما زال صامداً وان التسوية التي تمت بين عون وجعجع طوت ثلاثة عقود من القطيعة الى حد التقاتل والالغاء وساهمت في انتخاب جعجع لعون رئيساً للجمهورية. كما كرس اللقاء مساحة لوضع الاصبع على الجروح والندوب التي اصابت الاتفاق حكومياً وسياسياً وانتخابياً وتضرر العلاقة بين باسيل وجعجع كما ارتفعت وتيرة الخلاف ابان تكليف الرئيس ​سعد الحريري​ لتشكيل ​الحكومة​ ووضع ​التيار الوطني الحر​ ورئيسه الوزي ​جبران باسيل​ "فيتو" مدوياً بمنع حصول جعجع على حصة وزارية منتفخة واكثرمن حجمه الطبيعي والتمثيلي.

في اللقاء ايضاً ووفق اوساط متابعة طلب الرئيس عون من جعجع التحدث مع باسيل ومناقشة الحلول الممكنة لحل عقدة تمثيل القوات مع تأكيد عون انه لن يقبل بعزل اي مكون وان القوات مكون مسيحي واساسي ولا يمكن تحجيمها او عزلها وهذا ما تم في اللقاء الاولي الذي جمع باسيل بموفد جعجع الوزير ​ملحم رياشي​ وفي حضور النائب ​ابراهيم كنعان​ وتم الاتفاق على لقاءات اخرى ومنها لقاء جعجع وباسيل، كما اتفق على تهدئة الخطاب الاعلامي ومواقع التواصل الاجتماعية بين مناصري ومحازبي الطرفين.

في المقلب الآخر شهدت العلاقات بين بعبدا و​المختارة​ فصلاً جديداً من فصول اعادة الحرارة الى التواصل بين جنبلاط وعون وتمهيداً للقاء بين جنبلاط وباسيل وترطيب الاجواء بينهما.

وتؤكد اوساط في ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ان لقاء بعبدا يهدف الى تهدئة الاجواء ونقل الاجواء المتوترة والمتشنجة من الشارع وحصرها في غرف التفاوض بالاضافة الى نقل ما يجري من كلام عن الحصة الدرزية وتأليف الحكومة الى القنوات والاجتماعات المعنية بالتأليف.

وتؤكد الاوساط ان لقاء بعبدا بين الرجلين اشبه بلقاء "غسيل قلوب" واتفاق على متابعة الامور الحكومية مع الرئيس المكلف ومع باسيل. وتشير الاوساط الى ان سعاة الخير كثر ونجحوا في ترتيب اللقاء بين عون وجنبلاط وفي اتصال قبله من عون لجنبلاط وتقول الاوساط الى ان من بين الاسماء التي ساهمت في جمعهما هو ​اللواء​ عباسر ابراهيم كما جرى تفاوض بين الاشتراكي والمستقبل عبر النائب ​وائل ابو فاعور​ والرئيس المكلف.

وتشير الاوساط الى ان لا حلول في ما يخص التمثيل الدرزي ونحن متمسكون بتسمية الوزراء الثلاثة من ​الدروز​ وهو امر طبيعي ويعبر ان حجمنا ويستأهل ان نخوض هذه المعركة لمنع كسرنا او تحجيم دورنا اوبالمس بآلاف المناصرين من قليم الخروب.

وتلفت الاوساط الى اننا منفتحون على اي مسعى او جهد يخفف التوترات والتشنجات بما يخدم تأليف الحكومة لكن لم يتحدث معنا احد بشكل رسمي او غير رسمي عن مقايضات وحصص في خص الملف الحكومي.

في المقابل تشير اوساط قيادية في التيار الوطني الحر الى ان لقاءات بعبدا لا تبحث في التفاصيل الحكومية وهي تهدف الى سحب التشنجات والتوترات والخلافات من الاعلام الى الغرف المغلقة وترطيب الاجواء عبر لقاءات مباشرة وشخصية لتبديد التباينات والعمل على معالجتها بين باسيل وجنبلاط وجعجع والرئيس المكلف.

وتقول الاوساط اننا دخلنا المرحلة الثانية من التأليف وننتظر عودة الرئيس المكلف بعد اسبوع والذي يمتلك صلاحيات التأليف، وكذلك عودة كل من الوزير باسيل والرئيس بري للحديث عن المعايير الحكومية والاسماء المطروحة لتولي عدد المقاعد والحقائب التي سينالها كل طرف.