ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن "الاشتباك الأخير بين "​القوات​" ورئيس "​التيار الوطني الحر​" الوزير ​جبران باسيل​، رفع منسوب التقديرات ببحث "القوات" عن بدائل أخرى، بعد تعليق "تفاهم ​معراب​" وتسريب بنوده في وسائل الإعلام.

وفي هذا السياق، نفت مصادر "القوات" عبر الصحيفة ذلك، مؤكدة "أننا لا نتعاطى مع الأمور على قاعدة البدائل، لكون تعليق التفاهم أو إصابته بنكسة أو سقوطه، لا يعني إطلاقاً أننا في إطار البحث عن جبهة ثانية"، شميرة الى "أننا في الأساس لم نكن بحالة جبهوية من "الوطني الحر" بل بتفاهم سياسي أوصل العماد ​ميشال عون​ إلى ​رئاسة الجمهورية​ وكان يفترض أن يُعمل بمفاعيل هذا الاتفاق على مستوى الشق الآخر"، موضحة "التزمنا بالشق المتعلق بنا من الاتفاق، وهم لم يلتزموا بالشق المتعلق بهم، ولكن هذا لا يعني أننا في إطار البحث عن بدائل".

وشددت المصادر على "أننا نتعاطى بشكل منفصل مع كل فريق سياسي"، واصفة العلاقة مع رئيس "الحزب التقدمي الشتراكي" ​وليد جنبلاط​ بأنها "علاقة تحالفية انتخابية، خضنا سوياً ​انتخابات​ 2005 و2009 و2018 وهو تحالف قائم وثابت لكن لا يعني أننا في إطار تشكيل جبهة سياسية"، لافتة الى أن "علاقتنا برئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ استراتيجية وسيادية لكننا لا نفكر للحظة بإعادة أحياء ​14 آذار​".

أما العلاقة بـ"حزب الله"، فهي "علاقة داخل المؤسسات داخل الحكومة و​مجلس النواب​، وهذه حدودها وهذا سقفها"، مضيفة: "كنا نتعاون في الحكومة السابقة وعلى أمل أن نتعاون في الحكومة اللاحقة في ظل السقف الذي وضعه الحزب لجهة ​مكافحة الفساد​، كما نأمل في أن نتمكن من تشكيل جبهة وطنية حقيقية تخلّص اللبنانيين من هذه الآفة الخطيرة"ن مشددة على "أننا لا نبحث عن خيارات أخرى. لنا مساحة مشتركة معينة مع كل فريق تختلف نسبتها بين فريق وآخر، ولا أعتقد أن أحدا في لبنان بوارد العودة إلى منطق الجبهات".

وذكّرت مصادر "القوات" بأسباب تفاقم المشكلة التي أدت إلى تعليق "اتفاق معراب"، معتبرة أن "اعتبارات باسيل الشخصية ومصالحه الذاتية ومشروعه الرئاسي لم تؤدّ إلى الإطاحة باتفاق معراب فحسب، بل أدت إلى ضرر كبير على مستوى العهد لأنه كان يفترض بهذه الحالة التنسيقية بين القوات والتيار والحالة الشعبية الواسعة التي أفرزتها الانتخابات أن تكون العمود الفقري للعهد وركيزته لكنه رفض التنسيق وأطاح بالتفاهم منذ اللحظة الأولى"، مضيفة: "ما رأيناه مؤخرا هو نتيجة كل الممارسات التي بدأت مع باسيل منذ قيام التفاهم، ولم يتعاط على قاعدة المساواة والشراكة".

وجومت "أننا نحترم الرئيس عون، ولقاؤه مع رئيس حزب "الفوات" ​سمير جعجع​ كان ناجحاً، ونعول على أن يستعيد الرئيس عون المبادرة التي أطاح بها باسيل من خلال رفضه للتهدئة، كما نعول على دور الحريري الذي اقترح على جعجع أن يلتقي عون كما اقترح على عون أن يلتقي جعجع وجنبلاط وبالتالي فإن كل هذه الأجواء الإيجابية التي ولدت الأسبوع الماضي كانت نتيجة الدور الذي أداه الحريري"، معتبرة أن "تصعيد باسيل كان ضد الرئيس المكلف وضد رئيس الجمهورية بالمباشر وكلنا ثقة في أن الأمور ستستعيد وضعها الطبيعي من خلال ما سيقوم به الحريري وعون لأن البلد ليس محكوماً من قبل الوزير باسيل"، لافتة إلى أن "باسيل هو مجرد مكون ولا يختزل البلد ومؤسساته، ووضعه محدود ويحاول تكبير وضعه وحجمه".